الشتات الفلسطيني

بيان صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية بمناسبة الثامن من آذار

كل التحية لنساء فلسطين الماجدات , يا جماهير شعبنا العظيم .. يا نساء فلسطين المناضلات ..

الثامن من آذار مناسبة نجدد فيها اعتزازنا وتقديرنا للمرأة الفلسطينية ولعطائها اللامتناهي ونقف بإجلال وإكبار أمام تضحياتها العظيمة التي قدمتها في سبيل التحرر والانعتاق من الظلم والاستعمار، فكان لدورها في كفاحنا الوطني أثره البارز في دفع مسيرة نضالنا إلى الإمام واستطاعت ان تضع بصماتها الواضحة والجلية في كافة محطاتها، فصورة الملحمة البطولية التي قدمها شعبنا بكافة أطيافه ومكوناته السياسية والاجتماعية لا يمكن أن تكتمل بدون المرأة الفلسطينية التي كانت ولا زالت حارسة بقاؤنا ومنبع فخرنا وعزنا وأم رجالنا الشهداء منهم والأحياء، وهي رفيقة الدرب التي امتشقت السلاح وقاتلت كتفا إلى كتف وقدمت إلى قافلة الشهداء الكثير من العظيمات شهيدات ماجدات على درب الحرية والاستقلال، والآلاف من الأسيرات والجريحات، وتحملت ولا زالت مشقة الكفاح وألام الفرقة وضنك الحياة، فاستحقت بجدارة أن نتوقف في كل لحظة عرفانا لها ولدورها في حياتنا وفي كفاحنا المتواصل ضد الاحتلال وسعينا لنيل الحرية والاستقلال ، فكل التحية للمرأة الفلسطينية ومن خلالها لكل نساء العالم اللواتي أسهمن في تقدم الحضارة الإنسانية وجعلن بفعل تضحياتهن الجسام معيار تقدم المجتمع هو مدى حرية المرأة ومشاركتها في صنع سياساته وقراراته.، وكل التقدير لهن في يومهن العالمي الذي نؤكد فيه أن أي مجتمع يستثني نصفه لا يمكن أن يصنع حضارة ولا يمكن أن يحقق أي تقدم.

يا جماهير شعبنا العظيم ..

إن الدور العظيم الذي لعبته المرأة عموماً في مسيرة الحياة الإنسانية والدور الهام الذي لعبته المرأة الفلسطينية خصوصاً في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تقتضي منا التوقف أمام واقع المرأة الفلسطينية وما تعانيه من مشكلات اجتماعية وقانونية لمعالجتها، مؤكدين انه وبالرغم مما تم تحقيقه من انجازات عديدة للمرأة في المجتمع الفلسطيني في كافة المؤسسات الوطنية سواء على صعيد التمثيل في الحكومة والمجلس التشريعي والانتخابات البلدية إلا أننا نرى أن النهوض بواقع المرأة يحتاج إلى تعزيز اكبر لدورها وحماية حقوقها مقدرين في هذا المقام تصديق السيد الرئيس “أبو مازن” على الوثيقة الصادرة عن لجنة المرأة في الأمم المتحدة والموقعة في 20/فبراير 2013 والمتعلقة بالآليات المطلوب اعتمادها لإنهاء العنف ضد المرأة، داعين إلى اتخاذ ما يلزم من قرارات وتعديل للقوانين والتشريعات وفي المقدمة منها قانون الأحوال الشخصية وقانون الانتخابات بما يضمن تحقيق مبدأ المساواة ، وكذلك وضع الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة موضع التنفيذ وفي مقدمتها “اتفاقية السيداو” وما تضمنه “القرار 1325” من التزامات، بالشكل الذي يحقق لمجتمعنا مشاركة فاعلة للمرأة بما يتناسب مع متطلبات المرحلة وضرورات مواصلة مرحلة الاستقلال الوطني وإقامة المجتمع المدني في فلسطين.

يا جماهير شعبنا المناضل ..

يأتي الثامن من آذار هذا العام والانقسام لا زال مستمراً وجهود المصالحة تسير ببطء شديد لا تتناسب إطلاقا مع طموحات وتطلعات شعبنا ومع ما يواجهه من تحديات سواء الحصار الجائر ومواصلة الاستيطان والاستمرار في التعدي على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى إلى مواصلة الاحتلال لإجراءاته العدوانية ضد كل ما هو فلسطيني والتي تكشف عن عقلية عدوانية لا تنسجم ومتطلبات السلام، هذه التحديات وغيرها تزداد خطورة مع استمرار الانقسام، مؤكدين على ضرورة انجاز ملف الحكومة والانتخابات بشكل متزامن لإعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني، ولتصليب الموقف الفلسطيني برفض العودة إلى المفاوضات إلا بوقف الاستيطان والإقرار بحقوق شعبنا ولاستثمار الالتفاف الدولي الكبير خلف حقوقنا والذي بدا جلياً في تصويت لصالح قبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة، مؤكدين تقديرنا الكبير لإعلان الحركة النسوية الفلسطينية تحويل احتفالاتها بيوم الثامن من آذار إلى فعاليات للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال وللضغط من اجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، لتؤكد أن شعبنا بأكمله يقف موحداً خلف أسرانا في نضالهم العادل، وفي هذا السياق فإننا ندعو كل شعبنا وفي المقدمة منه المرأة الفلسطينية إلى مواصلة الفعل الشعبي للضغط على كافة الأطراف من اجل الإسراع بتنفيذ اتفاق المصالحة من جهة ،ومواصلة فعاليات التضامن والإسناد لأسرانا البواسل، والى مواصلة المقاومة الشعبية الأخذة بالتعاظم لمواجهة إجراءات ومخططات الاحتلال من جهة أخرى.

يا جماهير شعبنا الأبي:

ونحن نجدد تهنئتنا لكافة نساء فلسطين ونساء امتنا العربية ونساء العالم نؤكد مجدداً أن مسؤولية نيل المرأة لحقوقها هي مسئولية كل القوى الفاعلة في المجتمع من هيئات وأحزاب ومؤسسات ثقافية وإعلامية ويتوجب عليها أن تأخذ دورها كاملاً لرفع مستوى وعي مجتمعنا وتمكين المرأة من ممارسة دورها في بناء المجتمع لإنضاج خطة مواجهة للاحتلال وإجراءاته تقوم على أساس استثمار كل الطاقات في خدمة قضايانا وأهدافنا الوطنية.

تحية إلى المرأة الفلسطينية حارسة بقاؤنا.. تحية إلى المرأة العربية وهي تواصل دعمها لنضال شعبنا وتواصل نضالها ضد المشاريع التآمرية على امتنا .. تحية إلى كافة نساء العالم وهن يجسدن أسمى معاني التواصل الإنساني

ومعاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

الجبهة العربية الفلسطينية
8 آذار 2013م

مقالات ذات صلة