الشتات الفلسطيني

الجبهة العربية الفلسطينية || حق العودة جوهر قضيتنا و أي محاولة لتجاوز ه سيكتب عليها الفشل

قالت الجبهة العربية الفلسطينية اليوم أن حق العودة هو جوهر قضيتنا وأن أي محاولة لتجاوز هذا الحق سيكتب عليها الفشل ولن تساهم في تحقيق السلام والأمن في المنطقة.

وأضافت الجبهة في بيان لها بمناسبة الذكرى ال(65) للنكبة أن هذه الذكرى مناسبة يتوقف فيها شعبنا ليجدد العزم والإصرار على استعادة أرضه وحقوقه الوطنية ويستذكر خلالها مسيرة طويلة من النضال عمدت بدماء آلاف الشهداء والجرحى وعذابات مئات الألوف من الأسرى، ودموع ألاف الثكالى والأطفال، مسيرة طالت لأكثر من خمس وستين عاماً وجذوة النضال الفلسطيني لم تنطفئ، استطاع شعبنا خلالها أن يفشل كل مخططات ومؤامرات أعدائه، ويكشف زيف ادعاءاتهم وأحلامهم، حين ظنوا أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، ولكن شعبنا اثبت أن الكبار الذين عاشوا فصول النكبة وويلاتها ورثّوا الأجيال اللاحقة عشقاً وارتباطاً فريداً بأرضهم التي اقتلعوا منها، ولا زالوا طوال هذه السنين صامدين ثابتين في خندق الدفاع الأول عن حقوقهم وعن كرامة أمتهم.

وأضافت الجبهة في بيانها : تأتي ذكرى النكبة هذا العام لتكتسب معان مختلفة عما مضى فهي أولا تأتي في ظل الإجماع العالمي بالاعتراف بدولة فلسطين، لتضع العالم اجمع أمام اختبار حقيقي من اجل إنصاف شعبنا وإزالة الظلم التاريخي عنه، مؤكدين على ضرورة مواصلة المعركة الدبلوماسية لإجبار إسرائيل على الإيفاء بالتزاماتها ومعاقبتها على جرائمها المتواصلة بحق شعبنا، والتأكيد بأنه لا مجال لاستقرار المنطقة إلا بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة تنفيذاً للقرار (194) وحق تقرير المصير وحق إقامة دولته وعاصمتها القدس، مترافقاً ذلك مع تعاظم المقاومة الشعبية المتصاعدة في كل مناطق التماس ضد الاحتلال والتي تعيد الاعتبار لقدرة شعبنا ودوره في مواجهة المشاريع والمخططات الإسرائيلية ، وهاهو اليوم في القدس وفي بلعين ونعلين والمعصرة وفي الخليل وغزة وفي كل مدننا وقرانا يؤكد انه سيواصل نضاله المشروع حتى كنس الاحتلال.

وهي ثانياً تأتي في ظل استمرار الانقسام الذي يشكل نكبة حقيقية، متسائلين لماذا هذا التباطوء في انجاز المصالحة التي تم توقيعها؟ والتي لا تحتاج إلا إلى إرادة حقيقية وجادة في إنهاء الانقسام، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تشكيل للحكومة وانجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ليقول شعبنا كلمته، مؤكدين رفضنا المطلق لإبقاء التعاطي مع المصالحة الوطنية كملف تكتيكي، بل يجب النظر لها على أساس أنها ضرورة وطنية تفرضها كل المخاطر والتحديات التي تحيط بقضيتنا وشعبنا.

وهي ثالثاً تأتي في ظل إصرار الاحتلال على إدارة ظهره لكل جهود تحقيق الأمن والسلام من خلال إصراره على توسيع الاستيطان ومواصلة الحصار واستمراره في مخططات تهويد الأرض والمقدسات في القدس، محتميا بالانحياز الأمريكي وسعيها إلى إبقاء تفردها بلعب دور الوسيط غير النزيه في عملية السلام، من خلال تبنيها لمواقف إسرائيل والضغط على القيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات وفق الرؤية الإسرائيلية، وفي هذا السياق فإننا نؤكد على عدم العودة إلى المفاوضات ما لم تلتزم إسرائيل بوقف الاستيطان وبتحديد مرجعية واضحة والإفراج عن أسيراتنا وأسرانا كما نؤكد على الموقف الذي أعلنته اللجنة التنفيذية لم.ت.ف بالتمسك بالمبادرة العربية مؤكدين أن أي تعديل غير ملزم لشعبنا او للعرب، ومؤكدين أيضا تمسكنا بحدود 67 وان أي تعديلات طفيفة على الحدود تأتي من خلال المفاوضات.

وأخيرا فان ذكرى النكبة تأتي أيضاً في ظل محاولات سلب انجازات الثورات العربية وإدخال المنطقة برمتها في صراعات داخلية وفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية والدولية في ساحاتنا العربية بالشكل الذي يؤثر على قدرة الأمة في تحمل مسئولياتها تجاه شعبنا ودعم صموده ونضاله وتبعدنا عن إمكانية تحقيق النهوض ولم الشمل العربي، مما يتطلب من أقطارنا العربية التوقف أمام واقع الأمة والإدراك أن لا قوة لأي قطر بدون الأمة ولا قوة للأمة بدون توحيد كلمتها ومواقفها من القضايا العربية على اعتبار أنها قضايا الأمة بأكملها وليست قضية قطر واحد .

وتوجهت الجبهة بالتحية لشعبنا في لبنان وفي الأردن وفي العراق وفي سوريا وفي كل أماكن التواجد، والى أهلنا الصامدين في داخل الخط الأخضر وهم يجسدون عمق الارتباط بالأرض، ويتمسكون بعروبتهم وهويتهم الوطنية ويشكلون شوكة مغروسة في حلق الاحتلال، ومن خلالهم إلى أرواح شهدائنا الطاهرة، مجددين العهد والقسم أن نظل متمسكين بالمبادئ التي امنوا بها وقضوا من اجلها، ولجرحانا البواسل كل التمنيات بالشفاء، ولأسرانا الأبطال رمز الصمود والتحدي ونقول لهم أن الإفراج عنهم ونيل حريتهم هو احد ثوابتنا الوطنية التي سنواصل التمسك بها والنضال من اجل تحقيقها.

مقالات ذات صلة