الشتات الفلسطيني

أبو عماد رامز: نعم.. نحن مستعدّون لفتح جبهة الجولان

أكّد توافق القوى الإسلامية على عدم السماح بوجود “جبهة النصرة” في مخيم عين الحلوة

نرفض استبدال الأراضي بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، لأنه يُلغي “حق العودة” ويشرّع التوطين.. همّ “الإسرائيلي” تشريع يهودية الدولة في هذا الظرف الدقيق، ونحن نعي مسؤولياتنا.. لن ننجرّ إلى الفتنة، ولذلك ننسّق مع كافة الفصائل الفلسطينية لحماية المخيمات في لبنان، لأن أحداث نهر البارد علّمتنا وكَوَتنا.

عضو المكتب السياسي ومسؤول إقليم لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة؛ أبو عماد رامز، يتحدث لجريدة “الثبات” عن آخر التطورات المحلية والإقليمية والفلسطينية، وإليكم الحوار الآتي:

يضع عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة أبو عماد رامز، كلام استبدال بعض الأراضي بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” ضمن سياق تصفية قضية عودة الفلسطينيين، يقول: “الفكرة ليست جديدة، فسبق وأثير الموضوع في المفاوضات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” السابق ايهود أولمرت، وفي حينه جرى الحديث عن استبدال الأراضي بما نسبته تقريباً 5%، وهذا الموضوع تعثّر لتعثُّر المفاوضات، وتوجُّه إسرائيل بقوة تجاه تهويد الأراضي والاستيطان”، ويضيف أبو عماد رامز: “اليوم، عودة طرح القضية من قبَل اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني على وزير الخارجية الأميركية جون كيري ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، تأتي بعد اجتماعات قطرية – “إسرائيلية” – أميركية، والهدف من ذلك كله إجراء تعديلات جذرية على المبادرة العربية للسلام الصادرة من قمة بيروت عام 2002، والخطير في ذلك وجود غطاء عربي لتعديل المبادرة التي نرفضها نحن كفلسطينيين، وهي مسألة حدود 1967″.

أبو عماد رامز يضع سياق الحراك القطري ضمن المشهد العام التي تمرّ به الدول العربية، “معسكر المقاومة مشغول بتداعيات ما يحصل في سورية، وبالتالي هناك استباق للأحداث التي قد تؤول إليه الأمور في المنطقة وسورية، لأنه – وفق تصورهم – حتى الآن لم يستطيعوا كسر الإرادة السورية، ويريدون كسب بعض الأمور بالسياسة”.

يهودية الدولة

وماذا عن نفي السلطة الفلسطينية السير في عملية تبادل الأراضي؟ يقول أبو عماد رامز: “أحد أعضاء اللجنة الوزارية العربية (وزير خارجية السلطة رياض المالكي) لم يعترض على الموضوع مع إثارة القضية من قبَل قطر، ومحمود عباس ضمن السياق نفسه ربط الموضوع بمسألة مفاوضات الحل النهائي، أما صائب عريقات (كبير المفاوضين الفلسطينيين) فاعتبر الموقف العربي داعماً للموقف الفلسطيني المتفق عليه بين عباس وأولمرت”. وماذا عن مواقف القوى الفلسطينية الأخرى؟ يقول: “الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وكافة الفصائل الفلسطينية ترفض بالمطلق فكرة تبادل الأراضي بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، لأنه يمثّل تنازلاً من قبَلنا، ونحن نعتبره وعد بلفور جديد، لأنه يضرب القضية الفلسطينية بالعمق، ومع الأسف، ما يدمي قلوبنا أنها مقدَّمة من اللجنة العربية الوزارية”. يتابع مسؤول إقليم لبنان في الجبهة الشعبية كلامه: “رغم ترحيب الأميركي بالفكرة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يصرّح بوقاحة أن المشكلة مع الفلسطيني لا تتعلق بمسألة الأراضي، لأن المطلوب من الفلسطيني أن يقر بيهودية دولة “إسرائيل”، ولهذا السبب عندما أُقرّت المبادرة العربية في بيروت، اعتبرها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون أنها لا تساوي ثمن الحبر التي كُتبت به”. يعلق أبو عماد رامز على ذلك: “طرْح المبادرة من الأساس هو نتيجة طرح الصحافي الأميركي “توماس فريدمان”؛ المعروف بتسويقه لسياسات الإدارة الأميركية، إذاً، الموضوع هدفه شطب موضوع عودة الفلسطينيين إلى وطنهم نهائياً، وهذا ما نرفضه بالأساس، لأن الحل العادل الذي يتحدث عنه القطري انطلاقاً من المبادرة العربية قد تكون نتيجته تعويضات وتوطيناً وتخلياً عن حق العودة”.

المخيمات الفلسطينية في سورية

بالانتقال إلى القضية السورية، نسأل أبو عماد رامز عما إذا كانت وقعت المخيمات الفلسطينية بيد المسلحين؟ يرد: “نحن كفصائل فلسطينية ونخب وشعب، نعرف أن الفلسطيني بسورية يعيش حياة حرة وكريمة، وهو يتساوى مع السوري بالحقوق والواجبات، باستثناء موضوعي الجنسية والتصويت الانتخابي، لذلك منذ بدايات الأزمة السورية حاول البعض زجّنا في الصراع السوري، وإثر تحرك الفلسطينييون في 2011 في لبنان إلى مارون الراس، وفي سورية تجاه الجولان لتأكيد حق العودة، تم استهداف مراكز الجبهة الشعبية – القيادة العامة في مخيم اليرموك، من قبل متظاهرين مسلحين لهم علاقة بـ”المعارضة السورية”، وفي حينها نجا أمين عام الجبهة الشعبية أحمد جبريل باعجوبة (7 حزيران 2011)”. يوضح أبو عماد رامز القضية، “السيدة الأتاسي مع بداية الأحداث السورية طلبت أيضاً شطب عمل الفلسطينيين من حوالي 40 مهنة ووظيفة، ومن بعدها بدأ استهدافنا كفلسطينيين، لضرب مسألة حق العودة، من خلال توطيننا أو تهجيرنا”. سألناه عما إذا كانت الساحة الفلسطينية محصَّنة، يرد: “معظم المخيمات، باستثناء “اليرموك”، هي في الأرياف، لهذا السبب لا يمكننا القول إن الوضع مضبوط، مخيم درعا على سبيل المثال ضُرب بالكامل، ومخيم اليرموك دخله المسلحون، وهم يعيثون فيه فساداً، ومع الأسف، الفصائل الفلسطينية في سورية لم تتدخل بما فيه الكفاية لحماية المخيمات بالشكل المطلوب، سيما أن الأحداث الأمنية كانت ضخمة، خصوصاً مع مغادرة قيادة حماس الأراضي السورية”.. لكن ألا تقع المسؤولية على عاتق القيادات الفسطينية؟ يجيبنا: “نعم، كل التنظيمات تتحمل المسؤولية، بما فيها حركة فتح، كان علينا تشكيل لجان شعبية للحفاظ على أمن المخيمات، وفي المحصلة مع اغتيال خلية الأزمة في سورية حصل انفلات أمني في سورية، وطال ذلك المخيمات الفلسطينية”. يضيف أبو عماد رامز مؤكداً: “غير أن البيئة الشعبية الفلسطينية ترفض بالمطلق الانجرار في أحداث سورية”.

مخيمات لبنان

وماذا عن الوضع في لبنان؟ هل دخلت “جبهة النصرة” إلى بعض المخيمات؟ يوضح أبو عماد رامز: “لا يوجد جبهة نصرة في مخيمات لبنان، صحيح أنه في مخيم “عين الحلوة” قوى إسلامية تتعاطف مع فكر “القاعدة”، لكنها ليست تابعة لجبهة النصرة، ونحن كفصائل فلسطينية متوافقون مع القوى الإسلامية المتواجدة في مخيم عين الحلوة (عصبة الأنصار – أنصار الله – الحركة المجاهدة) على عدم السماح بوجود جبهة النصرة”. قاطعناه مستفهمين عن جند الشام؟ يجيب: “هم مجرد أفراد لا يستطيعون أخذ المخيم إلى موقع آخر، ونحن اليوم متنبهون لأي أمر يحصل، ونحن ننسّق مع كافة الفصائل الفلسطينية لمنع تكرار تجربة نهر البارد في أي مخيم فلسطيني، لأن أهلنا الفلسطينيين هم أكثر المتضررين”.

الصراع السني – الشيعي

وماذا عن منسوب العمل على إذكاء الصراع السني – الشيعي منذ العام 2005؟ هل أصابت شظايا الفتنة بعض الفصائل الفلسطينية؟ وماذا عن حركة “حماس” المقرَّبة من تنظيم “الإخوان” العالمي؟ يقول أبو عماد رامز: “نحن ندرك بالفعل أن الإخوة في حركة حماس هم جزء من المنظمة الدولية لـ”الإخوان”، وهذا الأمر ليس سراً، وبالتالي ما يجمعنا مع حركة حماس حتى الآن هو خيار المقاومة والقضية الفلسطينية، رغم التباين فيما بيننا حول مقاربة المشهد السوري”. يتابع أبو عماد رامز حديثه لجريدة “الثبات”: “حركة حماس لم تتخلَّ عن القضية الفلسطينية، ونحن علينا أن نعمل جاهدين لئلا تذهب حركة حماس بعيداً بخياراتها السياسية كي لا تتعارض سياساتها مع سياسات خيارات دول الممانعة وخيارات المقاومة، والعلاقة بين حركة حماس وكل من إيران وحزب الله ما تزال قائمة على أساس المقاومة”.

الغارة “الإسرائيلية”

وبخصوص موضوع تصريحات مسؤولين الجبهة الشعبية – القيادة العامة، إن الفلسطينيين مستعدون لفتح جبهة الجولان، وإن الخيار بات على قاب قوسين من التنفيذ، يقول أبو عماد رامز: “هذا الموضوع قيد الدرس، وقد نبدأ به، ونحن كجبهة لدينا معسكرات تدريب وسلاح، ومن يشرف على هذه التدريبات، للذين لا يعرفون، ضباط سوريون، واحتمال فتح الجبهة وارد في أية لحظة”.

مقالات ذات صلة