المقالات

مشاهداتي يوم رُفع الحصار عن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين

مشاهداتي يوم رُفع الحصار عن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين

فرانكلين لامب

أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة دمشق

في شباط (فبراير) وفي اليوم السادس منه كانت قد مرت سبعة ايام منذ ان تمكنت اول وجبة من المعونات الانسانية، التي كانت بوجه عام تتكون من 56 رطلا من المواد الغذائية قامت وكالة غوث اللاجئين الاونروا وبرنامج الغذاء العالمي والصليب الاحمر الدولي او هيئات المعونة الاوروبية باعدادها وادخالها الى مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين.

وقد اشتلمت صناديق المعونة على 2 كيلو من الارز، ومثلها من السكر، وثلاثة كيلوات من العدس، ومثلها من المعكرونة اضافة الى الطحين والمربى والشاي والزيت والحلويات، بحيث يمكن لكل منها ان يغذي عائلة من خمسة الى ثمانية افراد على مدى عشرة ايام. وكان بعض سكان المخيم الذين يأملون بالحصول على طعام ومياه نظيفة، ينتظرون وصولها منذ حزيران (يونيو) 2013 عندما اغلقت كل المنافذ والمخارج في المخيم.

وصباح الاربعاء الفائت وصلت شاحنات كبيرة، وشاهد كاتب المقال تفريغ الحمولة من صناديق الطعام وشحنهاعلى ست شاحنات صغيرة بيضاء دخلت الى المخيم تحت رقابة مشددة من القوات المؤيدة والقوات المعارضة وعملاء الامن. وحسب قول احد المصادر في جنوب بيروت فانه كان بالامكان مشاهدة قناصي جبهة النصرة، جبهة الاسلام، داعش وجند الشام وقد تمركزوا فوق اسطج المساكن لمراقبة عملية التوزيع. وقالت احدى المتطوعات ان الخوف كان يلازم المكان خشية اطلاق النلر من القوات الفلسطينية الموالية للنظانم (احمد جبريل – القيادة العامة) ومقاتلي حزب الله الذين كانوا يحملون الهواتف النقالة بايديهم وهم يراقبون ما يجري.

وبالنسبة لكثيرين ممن استلموا صناديق المعونة، فان اول ما قاموا به هو فتح علب المربى وملء فم اطفالهم وكبار السن من اللاجئين. وبدأت الاونروا برنامج تطعيم ضد الشلل، وكانت تلك المرة الاولى في المخيم حيث كان الالاف ممن حوصروا في المخيم يحتاجون اليها.

واضافة الى الاغذية، سُمح لـ1600 بمغادرة المخيم لتلقي العلاج الطبي. وشوهد المتطوعون في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وهم يخرجون من المخيم المحاصر، وقد اخذوا بيد من امكنه السير الى سيارات الاسعاف التي ستنقل المرضى الذين كانوا يعانون من اثار المجاعة بما فيها ضمور العضلات والجفاف. ويتم نقل الاغلبية الى مستشفى يافا التابع للهلال الاحمر الفلسطيني بينما نقل اخرون الى مستشفيات الحكومة في المزة بوسط دمشق، ومنها المجتهد، المواساة، التوليد والاطفال.

وبعد اشهر من البدايات الوهمية للتوصل الى اتفاق بين الفصال الاربع عشرة الفلسطينية في دمشق، والضوء الاخر من الحكومة السورية، واكثر من عشرة مقاتلين متشددين، لكل منهم اجندته، فان اتفاق هذا الاسبوع وهو الثامن منذ كانون الاول (ديسمبر) قد يظل أو لا يظل قائما، وقد لا يستطيع وضع حد للمذبحة الاجرامية التي ازهقت ارواح 6 الاف الشهر الفائت.

واذا نجحت ، فانها ستكون خطوة بسيطة اخرى امام المبعوث الدولي الاخضر الابرهيمي للافادة من جنيف 2 من اجل رفع الحصار عن اليرموك، وهو انجاز يمكن ان يعزز الجهود الانسانية الاوسع لتحقيق وقف لاطلاق النار على نطاق البلاد، باعتبار ذلك خطوة نحو المصالحة الجادة لانقاذ هذا البلد العظيم.

عن موقع كاونتر بانش 6-2-2014

مقالات ذات صلة