المقالات

مأساة ومهزلة التفاوض العبثي

مأساة ومهزلة التفاوض العبثي …….

يبدو ان اتفاق اوسلو الكارثي يطل برأسه من جديد ليضم الجميع تحت عباءته!!!

غازي الصوراني

(عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين )

lن حصر عملية التفاوض ضمن تفاصيل صغيرة ( معبر/مساحة الصيد/المنطقة العازلة /الرواتب /انهاء الحصار/ الهدنة / الميناء والمطار ) على اهميتها ، الا انها تظل بعيدة عن الاهداف الحقيقية التي يتطلع اليها شعبنا وضحى من اجلها الاف الشهداء والاف الجرحى والمعتقلين ، واقصد بذلك اهداف التحرر والحرية واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على معابرها ومواردها وسماؤها وارضها ومياهها …الخ ، فالتفاوض على التفاصيل معناه ان سقف التفاوض ينتهي عند اتفاق اوسلو ، وأصبح محدوداً بمفهوم الحكم الذاتي، أو الدويلة ناقصة السيادة، على ما يمكن أن يتنازل عنه العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تكريس مبدأ الفصل بينهما ، وهي كلها “حلول” محكومة – في اللحظة الراهنة من اختلال موازين القوى – بمنطق الهيمنة الامبريالية/الصهيونية ولاءاته الخمسة التالية : لا انسحاب من القدس، لا انسحاب من وادي الأردن، لا إزالة للمستوطنات، لا عودة للاجئين، ولا للدولة الفلسطينية المستقلة، لذلك فإن المهمة العاجلة أمام الحركة الوطنية الفلسطينية ، أن تعيد النظر في الرؤية الإستراتيجية التحررية الديمقراطية ، الوطنية/القومية ببعديها السياسي والمجتمعي ، انطلاقاً من إعادة إحياء وتجدد الوعي بطبيعة الدولة الصهيونية، ودورها ووظيفتها كمشروع إمبريالي لا يستهدف فلسطين فحسب، بل يستهدف –بنفس الدرجة- ضمان السيطرة الإمبريالية على مقدرات الوطن العربي واحتجاز تطوره . الأمر الذي يفرض على كل القوى الوطنية أن تنتقل من حالة الركود الراهنة إلى حالة التفاعل الذي يحقق قدرتها على الاستجابة والتحدي للمأزق السياسي والمجتمعي الراهن، وأن تتعاطى مع ما يجري من على أرضية المصالح والأهداف الوطنية والديمقراطية المطلبيه ، ارتباطاً وثيقاً بالرؤية القومية للصراع مع العدو الصهيوني باعتباره صراع عربي إسرائيلي ، جنباً إلى جنب مع تفعيل دورها في المقاومة المسلحة والشعبية ، في المكان المناسب والزمان المناسب ، والانطلاق إلى رحاب الجماهير الشعبية والتوسع في صفوفها لكي يستعيد شعبنا من جديد، أفكاره وقيمه الوطنية والديمقراطية والاجتماعية التوحيدية، ويطرد قيم الانتهازية والتخاذل والواقعية المستسلمة.

مقالات ذات صلة