الشتات الفلسطيني

خلال حفل نظمته الشبيبة الفلسطينية، عبد العال: لن ينتزع الحلم من قلوبنا

2014-05-17

أحيت منظمه الشبيبة الفلسطينية، ومركز الأطفال والفتوة الذكرى السادسة والستين لنكبه فلسطين، بافتتاح حديقة، وغرس أشجار الزيتون في ساحه الشهيد أبوعلي مصطفى، في مخيم شاتيلا.

وحضر الحفل القنصل الفلسطيني رمزي منصور، ممثلاً سفير دولة فلسطين الأستاذ أشرف دبور، والحاج حسن ديراني، ممثلاً رئيس بلديه الغبيري، وممثلو الفصائل الفلسطينيه في لبنان، ومؤسسات المجتمع المدني، وفعاليات مخيم شاتيلا.

وافتتح الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ومن ثم تم غرس أشجار الزيتون.

وتحدث أبومجاهد قائلاً: تأتي ذكرى النكبة، حاملة معها الشجون والهموم، تنكأ الجراح وتستعيد العذابات. ستة وستون عاماً، ونحن من نكبة إلى نكسة، إلى مجزرة إلى حصار، أو تدمير مخيمات.

وقال أبو مجاهد “مخطئ من يظن أن النكبه هي فقط في العام 48، بل كل ما حملته السنون من آلام وعذابات، تكررت مراراً عبر محاولات التهويد، واقتلاع أهلنا الصامدين في فلسطين من أرضهم منذ العام 1948، وقد تجددت نكبتنا في الأردن في العام 1970، وفي لبنان، ومازالت في النبطية، وجسر الباشا، وتل الزعتر، ومجرزة صبرا وشاتيلا، وحرب المخيمات ونهر البارد، والخير لقدام إن النكبه الحقيقة هي عدم تحركنا، وعدم سعينا للتغيير، أو الاستسلام للأمر الواقع، من المعروف أن مخيماتنا لم تعد تصلح للعيش البشري، لكن علينا السعي لتقليل الآثار الناجمة عن التسيب والفوضى، والمحافظة على ما تبقى من فرص وصول الشمس والهواء للمنازل، وتقليص النفايات ما بين البيوت وزرع الأخضر حتى على السطوح.

كما ألقى كلمة بلدية الغبيري، الحاج حسن ديراني، حيث وجه التحية لشعب فلسطين المتمسك بأرضه، قائلاً: في ذكراك يا فلسطين عماذا أتحدث؟ عن صبرا وشاتيلا، وعن أطفال كتبوا أرشيفهم قبل أن يتعلم أطفال العالم الكتابة؟ عن أمهات نجون من الموت ليتمن في اليوم ألف مرة بسكين ذاكرة مشحونة بالفقد، عن آباء آخرين ما رأوا من الدنيا غير رؤوس أبنائهم متدلية على صدورهم.

وأضاف “يا فلسطين الحبيبة كل شيء يموت إليك اشتياقاً ويكرههم، وأقسم أنك ستعودين عروس الشطآن بالنار والبارود، وبالدم، و بالرصاص، بالصاروخ بالعزيمة، وبدماء الشهداء الثوار.”

كما تحدث سعادة القنصل الفلسطيني رمزي منصور، قائلاً: تطفح الأجندة الفلسطينية بالمناسبات التي تعتريها الأحزان والآلام، والقليل منها ما يدعو للفرح. في الخامس عشر من أيار من العام1948 حلت بشعبنا النكبة الأليمة التي تعتبر من أكبر الجروح التي أصابت الجسد الفلسطيني، فتأسس جيل من فجر الثورة الفلسطينية المعاصرة لمرحلة نضال عُمدت بالدم ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، علماً أن زعماء الحركة الصهيونية كانوا على قناعة بأن من عاصر النكبة سيموت، والصغار سيموتون، وتموت معهم الحقيقة، لكنهم أخطأوا في حساباتهم، حيث تسلحت الأجيال بالقضية، وورثوها من جيل إلى جيل، كما أشار إلى المصالحة، قائلاً: جاء التوقيع على المصالحة التي توجت بلقاء سيادة الرئيس أبومازن، مع الأخ خالد مشعل في الدوحة، لإنهاء حالة النكبة الجديدة من الانقسام البغيض، ليعزز الموقف الفلسطيني باستعادة اللحمة الوطنية، لمواجهة الاستحقاقات القادمة، وعلى رأسها الصمود والتصدي لسياسات الاحتلال، هذا الانقسام الذي أثر سلباً على جوهر أهداف وحقوق شعبنا، والذي تذرعت به حكومة الاحتلال كمدخل من أجل تصفية القضية الوطنية، معلنةً تارةً من هي الجهه التي يمكن لها أن توقع معها على أي اتفاق، كما إنه يجب على حكومة الاحتلال أن تختار بين السلام، أو بناء المستوطنات، وإن المصالحة شأن فلسطيني داخلي ليس لحكومة اليمين المتطرف التدخل به .

كما تحدث للمناسبة مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، قائلاً: أن تقوم الشبيبة الفلسطينية بتشجير ساحة الشهيد القائد أبو علي مصطفى، في مخيم شاتيلا في ذكرى النكبة السادسة والستين خطوة لها دﻻﻻتها الكبيرة، فالمخيم يختزل النكبة، وجعاً، وحنينا، ونضالاً، وحمل الفضية على حد السكين.

في هذه الذكرى، فلتوجه تحية عشق لفلسطين، لجليلها وكرملها وزيتونها وبرتقالها، ومدنها وقراها، ثم قال في كلمته: إنه ﻻ بديل عن الوطن، وشجرة الزيتون التي تزرع اليوم، هي الشجرة المقدسة التي تشبه شعب فلسطين، لأنها كلما ازدادت عمرا، كان صمودها ورسوخها في تراب وصخر وأرض فلسطين أكبر، فهي تماما كالذاكرة المتبقية التي نزرعها في قلوبنا، عنوان اﻻنتماء إليها.

وأشار في كلمته أنه لفته إطلاق الشباب اسما لكل شجرة من أشجار الزيتون، فهي أشجار الشهداء، لأنهم رمز التضحية والخصب والعطاء، والأهم من كل ذلك أنهم بلون دم واحد، وينتهجون طريقاً مضيئاً لفلسطين، فمن يغادر الوحدة يغدر بالشهداء، ومن يصوب لغير الهدف الصحيح يطعن المخيم.

إنها لمسحة حضارية تليق بالمخيم، لأننا في يوم النكبة نتنفس فلسطين، والحلم الذي لن يقوى أحد على اقتلاعه من قلوبنا. المخيم الذي نريده خيمة نظيفة في بيئة صحية وسليمة، كما في بيئة سياسية آمنة، لأن كل من يزرع الخوف داخله يدمر البقاء والحق والقضية، فبالوحدة نتحدى صعوبة الطريق، وبالمقاومة نصل إلى بر الوطن ونعود، وإنا لفلسطين، وإنا إليها راجعون.

مقالات ذات صلة