الشتات الفلسطيني

مروان عبد العال || كل الشعب يريد زوال الاحتلال

استضافت محطات تلفزيونية “القدس” و”الثبات” وإذاعية ” البشائر” و”صوت الشعب” مسؤول الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبدالعال تناولت فيها موضوعات هامة، ومواقف حول المواجهة الشعبية الباسلة في فلسطين وآفاقها.

استهلها بتوجيه التحيّة إلى هبة الشباب الشجعان الذين يستعيدون مجد وكرامة معنى فلسطين ويرسمون خارطة فلسطين، يجسدون بالدم وحدة شعبها المتمسك بفلسطين الحقيقيّة، واصفاً ما يجري بأنه أرقى أشكال المقاومة الشعبية، الصناعة الوطنية الفلسطينية الأصيلة التي ابتدعها الجيل الجديد، وعدد الأسباب المتوجبة التي أدت إلى انفجار الغضب الشعبي وشكل إرهاصات ووعد الانتفاضة المجيدة:

أولا: مناخ اليأس وحالة الإحباط الشديد من الخيارات السياسية السائدة ونتائجها المدمرة على الواقع الفلسطيني، والتي صارت تشكل خطراً على القضية الفلسطينية، ومن دون أن ننسى الفشل العام الذي حكم أداء الإدارة السياسية وفق خيار المفاوضات العبثية ومنهج أوسلو العقيم، الذي أغلق الطريق في وجه تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، ومن دون أن ننسى حالة الإحباط التي ولدها الانقسام وتداعياته الخطيرة في تشويه الروح الفلسطينية، لذلك ووفق ما قاله رجال الفكر: إن إنفجار الانتفاضة يكون عندما تصطدم حالة الأمل العظيم باليأس العميم.

ثانيا: الإهانة المستمرة للإنسان الفلسطيني، وبشبق إجرامي قل نظيره، ولم يعد أحد يمتلك ذرة من الكرامة ويقوى على تحمله، كحرق عائلة الدوابشة وهم نياماً، والحصار والجدار والحواجز إلى عمليات جنون الاستيطان، في ظل واقع فلسطيني فصائلي يندد ويدين ويهدد، ومستوى رسمي يستجدي ويناشد في ظل وضع عربي رسمي أيضاً عاجز ومريض، وعالم يقفل أذنيه، ولذلك العدوان والاحتلال والاستيطان يتزايد ويمس بصاعق المقدس التاريخي والروحي والقومي، ويدنس الأقصى، فكل شيء يشعرك بأنه معطل هناك، وحدها كسر كرامة الإنسان الفلسطيني تجري على قدم وساق، والعدو يعمل بكل قوته على ا، يستمر هذا الوضع أي إسقاط الحالة الفلسطينية في دائرة العجز الطويل الأمد. هذا ما قاله نتنياهو، حيث إنّه أعطى الأمر بـ ” المحافظة على الوضع الراهن”، لذلك انفجر الشباب ردّاً على الإهانة، والعجز ومن أجل الكرامة الوطنية.

ثالثا: تشويه الهوية الوطنية الفلسطينية، حين فعلت المشاريع المشبوهة فعلها، والاتفاقات المُذّلة بإعادة صياغة الواقع الفلسطينيى من خلال تجزئة ممنهجة للقضية الفلسطينية، وتفكيك الروح الجمعية والمجتمعية والجماعية للشعب الفلسطيني، ووفق مناطق رقمية وصيغ جغرافية، ووضع حواجز ذهنية وسياسية في ما بينها، أي تحويل الصيغة الكيانية إلى حالة متشظية ومنفصلة، ووفق أقاليم وكيانات متباعدة ومتنافرة في الداخل، وإعادة إنتاج الشتات في الخارج، وأعتقد أنها محاولة للقول صراحة إن وحدة الشعب الفلسطيني أمر مستحيل لقول لاحقاً إنه غير جدير بدولة فلسطينية، واليوم هذا الفعل الثوري الذي قام به جيل الشباب أهم حصيلة لأنه يعيد ترميم الوطنية الفلسطينية بل يعيد تجديدها. هكذا يعني أن المواجهة مع كل الشعب الفلسطيني، أمن غزة المحاصرة إلى القدس والضفة بمناطقها المرقمة، وخلف الجدار، وفي القدس وداخل الداخل من المحتل عام 48 تتجسد الهوية من خلال وحدة الشعب في ميدان المواجهة للاحتلال، كأننا نقول ” لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة”، أي لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة وصوت إزالة الاحتلال.

رابعا: تجديد الشرعية بوصفها مسألة باتت متعلقة بأزمة المشروع الوطني، وعكست نفسها في ضعف وتقادم المؤسسة الوطنية من شرعية السلطة الفلسطينية، أوالمؤسسة الوطنية الجامعة، وحتى انعدام الرؤية، وغياب الاستراتيجية الواحدة للفعل الفلسطيني الوطني الموحد، مما يطرح فعلياً إعادة تجديد الشرعية الفلسطينية، فهذا الجيل الجديد الذي ولد بعصرالانتفاضة الثانية، ويعيش يوميا واقع التصعيد للاحتلال وبؤس خيار “أوسلو”، وسوء الإدارة السياسية، وعدم قدرتها على إحداث التغيير المطلوب، لذلك انطلق بعمليات “الخلية الواحدة” أي العمليات الفدائية الفردية، هذه الفئة العمرية المعنية بالمستقبل تدرك أن السائد لا يحلّ القضية، وأن الممر الإجباري لتجديد الشرعية يكون عبر تجديد حركة التحرر الوطني شرعية كفاحية، ما يدفع إلى أساليب كفاحية جديدة تؤسس لبناء حركة وطنية فلسطينية، تطرح سياسة وطنية جديدة، على الأقل تتجاوز سياسة تقديس الوضع الراهن بل الوضع العاجزة.

وعن آفاق المواجهة وتحولها من هبة إلى انتفاضة شعبية عارمة، ومستمرة، وطويلة ، وأهم الروافد التي تحميها وتحملها نحو النجاح، محذراً من إطلاق الوصفات الجاهزة والاستنساخ قائلاً:

أ- المواكبة السياسيّة عبر تأمين مظلة سياسية حامية لها، ترفدها بالرؤية السياسية والعملية، وأنا لا أقول السيطرة عليها بالمعنى السياسي، بل بتزويدها بالفعل السياسي الهجومي على جرائم الاحتلال، ويقدم حقيقة الذي يجري ماذا نريد من هذا الفعل؟ هل نريد أن نكسر الواقع القائم؟ هل نريد أن نجعل من الاحتلال احتلالاً خاسراً ؟ هل نريد فقط أن ندافع عن الواقع الذي نحن فيه، ونعيد تكرار السياسة القديمة ؟ أم أننا نريد حماية دوليّة مؤقتة؟ أم نريدها لتحريك ملف المفاوضات؟ لكن هل يمكن أن يتم كل ذلك من دون طرح شعارلارجعة عنه، الشعب يريد زوال الاحتلال.

بـ – الحماية الميدانية الشعبية، أي تغيير البيئة الأمنية القائمة، التي هي بيئة حيادية خارج الصراع. هذا على أقل تقدير، أو بيئة تنسيق أمني مع العدو نحو بيئة جديدة تحتاج إلى عمل تنظيمي جدي، وبخطوة تاريخية أشبه بانعطافة كبرى تسعى لمرحلة جديدة تعمل على تغيير وظيفة السلطة، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، حتى لو أدى إلى نشوء ألوية قيادية ميدانية جديدة كإجراء موضوعي ضمن هيكلية القيادة الوطنية الموحدة الجديدة، وكلنا شغف لولادة فعل ثوري فلسطيني جديد.

جـ – إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وفق استراتيجية المقاومة الشعبيّة، فنحن لا نقلل من مهمة البناء التنظيمي، فهو شكل من أشكال المقاومة، قطع عقدة الانقسام والشروع في ترتيب البيت الفلسطيني، وتطوير مفهوم الوطنية عبر بناء الكل الوطني المؤسسة الوطنيّة الجامعة، وخاصة منظمة التحرير الفلسطينيّة، التي تجسد الشخصية النضالية والوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة. أهم وفاء للدماء الزكية وللروح المتقدمة ولحلم الشباب، وابتسامة الأمل العنيد فوق وجوهم عدم السماح في العودة إلى الوراء في السياسة الوطنية والأداء السابق. لتنتصر إرادة الوحدة والمقاومة، وستكون دفق حياة وطاقة جديدة، وروح جديدة في قلب المشروع التحرري الوطني للشعب الفلسطيني المقاوم كي تتحقق الحرية والتحرر والاستقلال.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

الأحد في 11-10-2015

 

مقالات ذات صلة