الشتات الفلسطيني

فتح أحيت ذكرى انطلاقتها بمهرجان خطابي حاشد في قاعة رسالات

الأحد 03 كانون الثاني 2016 الساعة 23:03

وطنية – أحيت “حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح” ذكرى إنطلاقتها الحادية والخمسين، بمهرجان سياسي، أقامته ظهر اليوم، في المركز الثقافي لبلدية الغبيري- قاعة رسالات، حضره ممثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد عبد الفتاح ناصر، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المقدم عبد الرحمن عيتاني، منسق عام “الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة” معن بشور، مسؤول العلاقات الفلسطينية في “حزب الله” حسن حب الله، مسؤول العلاقات الفلسطينية في “الحزب التقدمي الإشتراكي” الدكتور بهاء أبو كروم، مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة “أمل” محمد جباوي، عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” المحامي محمد مراد، ممثل “التيار الوطني الحر” رمزي دسوم، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، مختار برج البراجنة نبيل عبد العزيز الحركة، ممثلو الجمعيات والإتحادات والهيئات اللبنانية، شخصيات وفاعليات وطنية لبنانية.

وتقدم الحضور الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مسؤول الأقاليم الخارجية الدكتور جمال محيسن، أمين سر الحركة في لبنان فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة، عضوا المجلس الثوري آمنة جبريل وجمال قشمر، قائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، أعضاء إقليم حركة “فتح” في لبنان وقيادتا الحركة في بيروت والشمال، وفد فلسطيني قادم من أرض فلسطين، قادة تحالف القوى الفلسطينية، أمين سر إقليم حركة “فتح” في أستراليا عبد القادر قرانوح، الأحزاب والقوى الإسلامية الفلسطينية، ممثلو اللجان الشعبية وقادة الأمن الوطني في بيروت، شخصيات وطنية ودينية، وجهاء وفاعليات وحشود من مخيمات بيروت وعدد من المناطق.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وبعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد “فتح”، مع البلاغ الأول ل”قوات العاصفة”. ثم قدم جمال قشمر الخطباء، حيث القى كلمة “الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة” منسقها معن بشور الذي وجه خمسة افكار على شكل رسائل:

الفكرة الأولى: ان أهمية “ذكرى انطلاقة الرصاصات الأولى لقوات العاصفة، بل أهمية كل ذكرى مماثلة، تكمن في تذكيرنا بقضية نكاد ننساها او تكاد تتراجع في سلم أولوياتنا كأنظمة وكحركات وكأفراد، فيما الحقيقة تقتضي ان نقول انه لو تمسكنا بها أي بفلسطين واعطيناها الاولوية، لتجنبنا الكثير مما نراه اليوم من حالات الانقسام والفوضى الدموية، بل لكنا امتلكنا ليس البوصلة السليمة لتحديد الاتجاهات بل المعيار او القياس الذي نحكم من خلاله على كل المواقف وكل الأنظمة وكل الحركات وكل الاحزاب.

الفكرة الثانية: هي ان “الرصاصات الاولى التي انطلقت على يد ثوار فتح لتعلن ميلاد واحدة من اعظم ثورات العصر، ما زالت تدوي في حياتنا عبر انتفاضات وانتصارات، عبر حجارة وسكاكين وزجاجات حارقة، لتؤكد صدق ما كان يقوله القائد الرمز ياسر عرفات منذ ان عرفته قبل 51 عاما ان مهمتنا ان نرمي حجرا في المياه الراكده اذا ما تحركت خرج منها شعبنا الفلسطيني مكافحا وامتنا العربية مناضلة، بهمتنا كجيل مؤسس ان نعلق الجرس فتخرج جموع شعبنا وامتنا في هدير ثوري لن يتوقف حتى التحرير. أليست انتفاضة القدس الباسلة اليوم تأكيدا لتلك الرؤية وتجديدا لهذه الثورة؟ اليس صمود غزة تعبيرا عن عظمة شعب فلسطين ومقاومته؟”.

الفكرة الثالثة: “ان فلسطين التي نحتفل اليوم بذكرى انطلاق ثورتها المعاصرة، تستحق منا جميعا فلسطينيين وعربا، ان نرتقي الى مستوى قدسية قضيتها ونرتفع فوق الصراعات العبثية والخطاب التحريضي الانقسامي والاقتراب الاهلي داخل فلسطين وعلى مستوى الامة، مدركين ان المشروع الصهيوني ركيزتان اولها تثبيت احتلال الارض وثانيها تفتيت ارادة الامة، والاول يقود الى الثاني والثاني يؤكد الاول.

الفكرة الرابعة: ان معركة تحرير فلسطين وهي ام القضايا العادلة في هذا العصر، ليست خاصة بالفلسطينيين لتحرير أرضهم فقط، ولا بالعرب لتوحيد بلادهم فحسب، بل هي قضية الانسانية جمعاء في مواجهة آخر اشكال الاستعمار والعنصرية. وبهذا المعنى فالنضال من اجل فلسطين له مجالات متعددة اهمها دون شك المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية، بالاضافة الى كل اشكال النضال السياسي والثقافي والاجتماعي والاعلامي، في المجالات العربية والاقليمية والدولية.

ولأن فلسطين قضية الانسانية كلها فهي قضية الانسان في فلسطين وفي كل مكان، فكما ندين ما نره ورأيناه من اعدامات واغتيالات على ارض فلسطين، فاننا ندين كل اغتيال سياسي واعدام سواء اكان على يد عدو او حاكم ظالم، كما جرى مؤخرا مع البطل سمير القنطار ورفيقه ومع الشيخ الجليل واخوانه الابرياء”.

الفكرة الخامسة: انه “رغم كل الخراب والدمار والفوضى الدموية التي تحيط بنا في اقطارنا العربية، فاننا واثقون ان النصر في فلسطين قريب، والحرية لارضها وشعبها لم تعد بعيدة. فمن يستطيع ان يمنع التجول في تل ابيب ليوم او ايام، وحين يصبح اكثر من 50% من الصهاينة يفضلون خروج جيشهم المحتل من القدس، فهذه بالتأكيد تباشير النصر”.

“حزب الله”

كلمة “حزب الله”، ألقاها مسؤول الملف الفلسطيني حسن حب الله واستهلها بالقول: “نهنئ انفسنا ونهنئ اخواننا في حركة المقاومة الفلسطينية، التي كان لحركة فتح النصيب الاكبر والاول فيها، بانطلاقة الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال. تلك المقاومة المسلحة حولت قضية فلسطين من وجهة نظر المجتمع الدولي من قضية لاجئين الى قضية شعب يريد بناء دولة وحقه في العودة الى ارضه وبناء دولته”.

أضاف: “لم تكتف اسرائيل المدعومة من بريطانيا آنذاك باحتلال فلسطين وتهجير شعبها، حتى سارع المجتمع الدولي الى الاعتراف باسرائيل كدولة على ارض فلسطين، واعطاها الحق في ما فعلت، ونظر الى الفلسطينيين نظرة استعطاف فسماهم لاجئين، وقام بارسال المساعدات اليهم كحالة من حالات الفقر والمأساة”.

وتابع: “مع الاسف الشديد بقي العرب ينظرون الى قضية فلسطين نظرة سياسية، من يحاول ان يحكم سيطرته على بلاده كان يرفع شعار اننا نحن امام قضية ونحن في المعركة، يقمع الشعب باسم فلسطين ويسحق شعبه باسم فلسطين ويمنع الحريات عن قومه واهله باسم فلسطين، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهكذا رفعت راية فلسطين من اجل الحفاظ على كراسي الحكام”.

ورأى ان “انطلاق حركة المقاومة، حركة فتح اعادت البوصلة من جديد الى فلسطين. وما دامت هذه المقاومة الفلسطينية مستمرة، ما دامت قضية فلسطين حية وعندما تتوقف المقاومة المسلحة تبدأ حالة الاحتضار، لا سمح الله، لقضية فلسطين، لأن اسرائيل لا يمكن ان تعطينا اي من حقوقنا الا بالقوة. ما دامت المقاومة حية ما دامت فلسطين حية”.

واستطرد: “ما دمنا نطالب بحقوقنا، ما دام حقنا لا يضيع ولو حاول كل العالم ان يضيع هذا الحق. اسرائيل واميركا تحاولان اسقاط المقاومة، بالمواجهة لم تفلح، فكل الحروب التي شنت على المقاومة الفلسطينية، سقطت، ما دام هنالك رجال شجعان ونساء اقوياء يقتحمون مواقع العدو الصهيوني ويقتلونه ويدمرونه. في لبنان المقاومة اعتدي عليها وشنت عليها الحروب تلو الحروب ولكنها صمدت. توازن القوة هو بحد ذاته يحمي لبنان اليوم، وخوف اسرائيل من الفلسطينيين هو الذي يحمي فلسطين، اسرائيل هذه لا يمكن ان تفهم الا لغة القوة”.

“الحزب التقدمي”

وألقى كلمة “الحزب التقدمي الاشتراكي” مسؤول الملف الفلسطيني الدكتور بهاء أبو كروم الذي رأى ان لحظة انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني منذ 51 عاما شكلت “نقطة تحول في عالمنا العربي، فحيث لا توصل الدبلوماسية الى مكان استوجب استعمال السلاح، فمنطق القوة لا يرد عليه الا بالقوة. وقد وعى الشعب الفلسطيني ان حقه لا يعود الا بيده وبأيدي الفدائيين الذين يزرعون الرعب في قلوب الصهاينة”.

وإذ حيا ذكرى الانطلاقة، جدد الالتزام “بالنهج الذي سار عليه هؤلاء المقاتلون والقادة الذين قاتلوا في الصفوف الاولى وفتحوا الطريق الى مقاومة الاحتلال ومقارعته واظهار نقاط ضعفه. وقد كانت تلك الايام حبلى بالعطاءات والتضحيات التي كانت مصوبة نحو القضية الاساس، نحو فلسطين ام القضايا وام المستضعفين، ولادة الابطال وقبلة الاحرار”.

أضاف: “وفي هذه المناسبة حيث يتحول الفلسطينيون في الداخل الى القتال بالسكاكين والحجارة، تمسكا بالحق وتأكيدا للهوية والكرامة، وحيث تخلى العالم عن واجبه في ازالة الاحتلال، لا يسعنا الا ان نؤكد بأن هذا الشعب في ارضه وشتاته هو صاحب قضية لا يحيد عنها، ولا يوضع الفلسطيني في خانة هذا المحور او ذاك، ولا في خانة هذه الطائفة او تلك. ولن تنجح محاولات توريط الفلسطينيين في قضايا ليس لهم شأن بها، وهم لطالما يقومون بكل ما يمكن لمنع الفتنة والتعاون مع جميع القوى لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان”.

وتابع: “لقد ارتفع هذا العام العلم الفلسطيني الى جانب اعلام بقية الدول في الأمم المتحدة، وبدأ يتشكل اعتراف دولي واسع بالدولة الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني بالتحرر وتقرير المصير لإنهاء الاحتلال، وهو اخر احتلال لا يزال موجودا في العالم. وبالتزامن مع ذلك فقد تصاعدت حالات الاعتراض على الاستيطان وعلى العنصرية الاسرائيلية في الداخل، وذلك لكي يتكرس هذا التلازم في الخطوات بين الاعتراف بالحق الفلسطيني من الدول والبرلمانات والمؤسسات الدولية، وبين السياق الميداني الذي يجسده ابناء الشعب الفلسطيني على ارض فلسطين، وقد تلاحم فلسطينيو وعرب الداخل مع اخوانهم في الضفة والقطاع والشتات، في مسيرة وطنية واحدة لتكريس الحق الفلسطيني في الدولة المستقلة وفي العاصمة القدس”.

وختم موجها التحية الى “الشهداء الذين يسقطون في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والى شهداء الثورة والحركة الوطنية الذين خاضوا نضالا مشتركا في كل الساحات”.

حركة “أمل”

وألقى كلمة حركة “أمل” عضو مكتبها السياسي ومسؤول الملف الفلسطيني محمد جباوي الذي قال: “اليوم يتجدد العيد ويتجدد اللقاء، وتحملنا الذكرى الى يوم الثورة، يوم العاصفة الحلم والفعل والارادة النضالية الوطنية الاولى التي اطلقت صرختها وعهدها، لتبدأ رحلة تأكيد الهوية وتأكيد الحق للشعب العربي الفلسطيني ضد المحتل الغاصب، فكانت امواج الجماهير وافواج المناضلين ترسم خارطة فلسطين وحدودها بالدم والنار وبالشهادة، كأقوى موقف واقوى تعبير بوجه القانون الدولي الذي شكلت مؤسساته على الدوام، ومنها مجلس الامن، رديفا او غطاء او حاميا، وحارسا للعصابات الصهيونية ولدولة اسرائيل المزعومة على حساب حقنا العربي الواضح كصباح مشرق، وكان لهيب عاصفة الشعب الفلسطيني فعل كرامة في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وذلك في ميدان لم يعد للعرب وللعروبة فيه اسم لولا تلك التضحيات والدماء التي لا تزال حتى اليوم هي توأم الارض وهي الامل المتبقي”.

وعن الوحدة الفلسطينية، قال: “اليوم صار المطلوب اكثر من وحدة فلسطينية داخلية، فبلاد الاشقاء حولكم محاصرة بالنار لتمنع الوصول لمؤازرتكم. إن لغة القوة المفترض استخدامها ضد السرطان المتفشي في جسد امتنا، اصبحت محاصرة بالفتن الداخلية وبالأفخاخ الاميركية الصهيونية، وبالهذيان في مواقف وممارسات معظم الحكام العرب. ان لغة القوة المفترض ان تجسد ارادة الاخوة والاخوة ضد الاجنبي لاسترجاع فلسطين، صرنا اليوم نراها اتفاقيات ورسائل ووسائط وصداقات مع كيان العدو تحمي حدود دولته وتضمن له مستقبل مشروع وتساعده على محاصرة فلسطين بشكل وباخر”.

تابع: “إن اسرائيل صار لها مساحات أولى في بلاد عربية وغير عربية في الشرق الاوسط، فلماذا تستعجل على نفسها بناء اسرائيل الكبرى طالما ان نفوذها يتقدم ويتنامى في منطقتنا، دون ان تدفع هي الثمن المباشر؟”.

واعتبر ان “الولايات المتحدة الاميركية هي كذبة، وليست حامية السلم والامن الدوليين”.

ورأى ان “استعادة فلسطين باتت تحتاج لأكثر من وحدة داخلية”، مشددا على أهمية مقاومة العدو الاسرائيلي “مقاومة لا تتوقف الا عندما تتأكد من ان خارطة فلسطين التي مثلت رمزيتها كوفية ياسر عرفات، قد رفعت في فلسطين، كل فلسطين، فوق التلال والسهول وعلى مدار الحدود”.

وختم قائلا: “إن استكمال ابتلاع فلسطين واقتلاع شعب فلسطين نشاهده يتسارع اليوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وغيرها، فليكن المتراس الضامن لنا متمركزا في فلسطين، وذلك على ايقاد الدم المقاوم الذي ما بخل علينا جميعا في غزة والقدس والضفه الى اليوم، فلسطين ستبقى وجه العروبة والاسلام معا، وستبقى هي الشعلة الحقيقية وهي الراية التي نهتدي بها”.

تيار “المستقبل”

وألقى كلمة تيار “المستقبل” عضو مكتبه السياسي المحامي محمد مراد الذي قال: “نجتمع اليوم في ذكرى تحمل من المعاني، وتحمل تراكما من التضحيات وتحمل مجموعة من القناعات، لهذا كله، نعم انها ذكرى مجيدة، انها ذكرى عظيمة مجيدة بافعال ابطالها، عظيمة بنبل قيمها واهدافها منذ عام 1965، وانطلاقا من تراكم القهر والظلم الذي مورس بحق شعبنا الفلسطيني، بدأ نوعا آخر من التعاطي مع عدو غاصب محتل، فمحطة 1965 الى 1982، الى تلك الانتفاضة التي عبرت عن رؤية ومنظومة سياسية، وكذلك عن فكر ومنهج من اجل استعادة الحق ومن اجل استعادة الوطن المغتصب”.

وأضاف: “انها ذكرى تجعلنا جميعا في هذه المرحلة نقف امام ابعادها ومعانيها، ولا يمكن لاحد منا فلسطينيا او لبنانيا ان ينسى كلاما مؤثرا وبالغا وفيه شجاعة وجرأة وفيه القدرة والتصميم لقائد عظيم، لشهيد كبير كياسر عرفات اننا نطعم لحوم اجسادنا لجنازير الدبابات ولن نركع. فالرئيس عبد الناصر رحمه الله قال في ذلك اللقاء انها وجدت لتبقى وانها انبل تظاهرة وظاهرة عرفها التاريخ. عنوان كبير من خلاله انطلقت المحطات ومن خلاله سارت في بوصلة، فيها انجازات كبيرة وبعض الاحيان منعطفات اخرى، لكن البوصلة لا ولن تحيد عن المسار الصحيح، هي دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”.

واستطرد قائلا: “ولن ننسى الوسطية والاعتدال، هذا النهج موجود لكن الممارسة والتطبيق هي التي تعبر عن حقيقة النهج، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري حمل هذا النهج وآمن به قبلنا. حمل قضية الانسان وحمل مفهوم الاعتدال والانفتاح والحوار، ولهذا كان اللقاء مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مسودة مشروع دستور دولة فلسطين، كما كان ايمانه عظيما لأن نشأته هكذا، والكل يعرف ويدرك ان نشأته وان تطور ما يؤمن به جعله في المقام الذي يؤهله بأن يكون مدافعا حقيقيا عن القضية المركزية، عن أولى القضايا في العالم العربي، قضية فلسطين. فهذا ان دل يدل على مدى عمق الحقيقة في مفهوم العدالة والانصاف”.

وختم: “هكذا هو ايماننا وهكذا هو التزامنا بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري كتيار مستقبل، نحن وكل اللبنانيين مدعوون الى الوقوف مع هذه القضية الاساسية والوقوف مع الشعب الفلسطيني ومع القيادة الفلسطينية”.

حركة “فتح”

ختاما كانت كلمة “فتح” وألقاها عضو مركزية الحركة الدكتور جمال محيسن، الذي وصف المهرجان ب”العرس اللبناني الفلسطيني، واقول اللبناني الفلسطيني لان هذه المسيرة إن كان عنوانها فلسطين من اجل تكريس الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة الهوية الاسرائيلية، كانت على الدوام ثورة عربية، ناضل في صفوفها العديد من ابناء هذه الامة العربية، وايضا على امتداد مساحة الكرة الارضية من مناضلين من اجل تحرير الشعوب. كما في قواعد هذه الثورة وفي قواعد فتح كانت حركة واجهتها فلسطينية، عمقها عربي وامتدادها عالمي. وعندما نتكلم عن الشعب اللبناني نتكلم بخصوصية لان الدم اللبناني امتزج بالدم الفلسطيني، وشكل لبنان لعقود الحضن الدافئ للثورة الفلسطينية وقدم مئات وآلاف من الشهداء دفاعا عن عروبة فلسطين وايضا في مواجهة الغزو الصهيوني الذي يستهدف لبنان ويستهدف الامة العربية”.

ووجه “التحية الى شهداء الثورة الفلسطيني الذين ارتقت ارواحهم الى السماوات العلى، وفي مقدمهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، وكل القادة العظام الذين فجروا هذه الثورة، وقادوا المسيرة والتي يستكملها اليوم الرئيس محمود عباس”. كما وجه التحية إلى “الشهيد كمال جنبلاط والى الشهيد عماد مغنية والى الشهيد سمير القنطار”.

وقال: “فتح تنهي عاما من عمرها لتدخل عاما جديدا وهي اكثر صلابة وقوة في التمسك بثوابتنا الوطنية الفلسطينية. نعم حركة فتح منذ انطلاقتها وبوصلتها كانت على الدوام باتجاه فلسطين، القدس، واي بوصلة ليست فقط فلسطينية حتى عربية واسلامية ليست باتجاه فلسطين والقدس، هي بوصلة ليست في الاتجاه الصحيح. لقد استطاعت فتح ان تنقل شعبنا الفلسطيني من حالة اليأس والاحباط، من شعب لاجئ الى شعب مناضل الى شعب حامل القضية. نعم استطاعت فتح مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ان تنقل هذا الشعب وتضع قضيته على الخارطة السياسية، بدءا بالرصاصات والكفاح المسلح، ثم بعمل مزدوج بالكفاح المسلح والنضال السياسي. وذهب الرئيس ياسر عرفات الى الامم المتحده ليخاطب العالم من مركز القوة، ليقول لهم، جئتكم حاملا غصن الزيتون بيد والبندقية بيد، فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي.

واستكمل المسيرة الاخ محمود عباس ايضا مخاطبا العالم فكان اعتراف 138 دولة من دول العالم بدولة فلسطين. إن كانت الولايات المتحدة وقفت ضد الاعتراف بدولة فلسطين، لكن اليوم كل برلمانات اوروبا الذين احتضنوا الحركة الصهيونية ودعموا مشروع الصهيوني على ارضنا، هذه البرلمانات التي تمثل الشعوب تطالب دولها وحكومتها بالاعتراف بدولة فلسطين، وايضا تخوض مقاطعة في مواجهة هذا العدو الصهيوني”.

أضاف: “يقولون عن الشعوب العربية اننا لا نقرأ واذا قرأنا لا ناخذ العبر. لنعد الى كتاب شمعون بيريز “شرق اوسط جديد” التي سعت اسرائيل من خلاله ان تكون عضوا في جامعة الدول العربية بدل ان تكون جامعة الدول العربية تكون جامعة دول الشرق الاوسط، لنقرأ ما قالته كوندليزا رايز عن الفوضى الخلاقة، ولنقرأ ما كتبته هيلاري كلينتون هي تقول نحن في الولايات المتحدة الاميركية اوجدنا داعش. وحلفاء اميركا في المنطقة هم الذين يدعمون داعش. من اين هذا الصمود وهذا التسليح لداعش؟ ونحن نقول الارهاب ليس له دين وليس له قومية، ونحن نرحب بأي تحالف لمواجهة الارهاب، ولكن هناك ايضا ارهاب يهودي منظم تقوده الحكومة الاسرائيلية، وعلى رأسها هذا المجرم نتنياهو العنصري والنازي الذي يأخذ قرارات باعدامات ميدانية لاطفالنا وفتياتنا، هذا المجرم الذي يعطي تعليمات للصهاينة سواء من الجيش او من المستوطنين او المواطنين: اطلقوا الرصاص على اي فلسطين لمجرد ان يكون هناك شك فيه.

وبالتالي رغم كل هذا الدمار والعداء من قبل الولايات المتحدة، الا انه لا زال البعض منا يفكر ان الولايات المتحدة حليفة له، ولا يرى ما جرى في المنطقة من تخلي الولايات المتحدة عن اقرب اصدقائها وحلفائها”.

وقال: “نحن امام حكومة اسرائيلية مجرمة، والتصدي لها ليس مسؤولية الشعب الفلسطيني فقط، انها معركة الامة وبالتالي على الامة ان تعيد ترتيب اوضاعها الداخلية. كفى تفتيتا لقدراتها الداخلية الذاتية، حتى عندما يطلق على البعض “معارضة معتدلة”، اي معارضة في حضن الاميركي هي معارضة مشبوهة، أميركا ليس لها الا مصالحها ومصلحتها، هي فقط رعاية المشروع الصهيوني الذي يحاول قضم المنطقة العربية يوما بعد يوم، وبالتالي نتمنى ان نصحو. وطرحنا منذ البداية انه ما في حل عسكري في هذا الصراع الداخلي، يجب ان نسعى لحلول سياسية. نأمل ان تخرج امتنا من معركتها الداخلية التي زجتنا فيها الولايات المتحدة الاميركية حتى تعود الوحدة الوطنية الداخلية، وحدة التكوين المجتمعي العربي وتتجه البوصلة من جديد نحو فلسطين”.

أضاف: “فشلت كل محاولات التسوية مع اسرائيل. ولا يمكن ان يكون هناك سلام فلسطيني- اسرائيلي أو عربي- اسرائيلي، نحن نتكلم عن تسويات رغم المرونة الفلسطينية والمرونة العربية، الا ان عنجهية الاحتلال ودعم الولايات المتحدة الامريكية له سياسيا وعسكريا، ووضع المنطقة، جعلوا الجانب الاسرائيلي يتنكر ويطرح طروحات تؤدي الى عدم قبول الجانب الفلسطيني. والبعض يحمل الجانب الفلسطيني مسؤولية، ونحن نقول باستمرار لن نقبل بيهودية الدولة، وهناك لقاءات مكثقة هذه الايام بين القوى الوطنية والاسلامية في الشعب الفلسطيني، وايضا امتداد شعبنا الفلسطيني الصامد المتجذر على ارض 1948، اسرائيل تستهدف الجميع وتستهدف الامة العربية”.

وختم محييا “القوى السياسية اللبنانية الموحدة جميعا في مواجهة الارهاب، دفاعا عن وحدة لبنان وعروبة لبنان”. ودعا الى الوحدة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام.

مقالات ذات صلة