الشتات الفلسطيني

مروان عبد العال || الأمن يتحقق بإزلة الجدار عن حياة الفلسطيني ولقمة عيشه

في لقاء مع مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، مروان عبد العال مع وكالة وطن حول بناء الجدار الذي ينوي الجيش اللبناني بناءه في محيط مخيم عين الحلوة قال: إن مجرد القول “جدار” فالكلمة سيئة وتليق بها كل الوصفات الشنيعة، لما لهذه الكلمة من دلالة سلبية في الذاكرة الفلسطينية، فكيف إن كان الأمر يأتي بشكل مضاعف ويكون حول مخيم؟! وخاصة أن التجربة أكدت بالملموس حرص الفلسطينيين على الاستقرار اللبناني والأمن والسلم الأهلي، حفاظاً على وجوده وحماية لذاته، وأضاف، وإن كان تفسير عملية البناء غايته إشاعة الشعور بالاطمئنان للمخيم والمحيط، وإنهاء إمكانية تسرب عناصر غير معروفه إليه، فإن هذا السبب إن كان محقاً فهو ليس كافياً ليكون مقنعاً، وخاصة عندما يكون مفعوله عكسياً، فبهذا المعنى فإنه سيضر بالبيئة الإيجابية التي نعمل وعملنا على صياغتها وتعزيزها في العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وتجعل من ذلك حجة لدول خارجية وتحت مسميات ومعايير دولية ربما تستخدمها للنيل من سمعة لبنان أمام الرأي العام والأروقة الدولية، وهذا ما لا نريده، ولأننا نتمسك بتعزيز الثقة، ومن مبدأ الارتقاء بالعلاقات الأخوية فإننا نرفض كل خطوة تزرع عناصر الشك وتعمق ثقافة الكراهية أو ذهنية “الغيتو”، فهذا الجدار الذي يحوّل المخيم إلى فزاعّة لا يصنع أمناً ولا يحقق غاية الاطمئنان، بل إن التجارب المُرة التي نعمل وعملنا على تجاوزها تؤكد عكس ذلك.

وردّا على الهدف من بناء الجدار قال: إن المبرر الذي تقدمه الجهات الأمنية اللبنانية هو ضبط عبور المطلوبين والإرهابيين، والمستهدف ليس المخيم، هذا ما يقولونه.

وردًّا على سؤال اتجاه بناء الجدار إن كان من الاتجاهات الأربعة للمخيم، قال: هناك مداخل شرعية رئيسية يقوم الجيش بواجبه في حفظ الأمن فيها، ولكن الحديث يدور عن مداخل في أمكنة غير شرعية قد يتسرب منها ما هو غير مرغوب به، وعلى حد علمنا أن الجدار الإسمنتي سيمتد بمحاذاة أوتوستراد صيدا، ويلتف، بحسب توزع البيوت، من موقع الجيش عند دوار السرايا مروراً بمحاذاة أحياء خط السكة والجورة الحمرا وملعب أبو جهاد الوزير والزيب والغوير وحطين حتى درب السيم، ثم يلتف شرقاً مع حدود المخيم إلى جبل الحليب وسيروب والفيلات والفوار، بطول يزيد عن 2 كيلو.

وحول إن كان لدى قيادة الفصائل ومنظمة التحرير علم مسبق به، قال: أستطيع القول إن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان بمختلف تشكيلاتها لم تستشر بأمر “الجدار”، ولو أعطينا فرصة لتقديم النصح ومن روح المسؤولية لكنا تبادلنا وجهات النظر في البحث عن أفضل الخيارات الكفيلة بتحصين ساحتنا الوطنية، ولكن لا أظن أن هذا الموضوع قد طرح أو كان مدرجاً على جدول الأعمال. هذا أمر قامت به الدولة معتبرة ذلك ممارسة لسيادتها على أرضها وهو أمر يخصها وحدها ، والذي جرى هو بحث في بعض التطبيقات مع القوى الميدانية والأمنية الفلسطينية بعد أن طالبت بتغيير أمكنة لبعض أبراج المراقبة.

وحول إن كانت هناك أية خطوات منوي اتخاذها لوقف بنائه، قال: نحن نسعى لسماع رأي وموقف القوى السياسية اللبنانية الرسمية والوطنية بهذا الأمر، كما نؤكد على أن أية مقاربة للوجود الفلسطيني تتم من المدخل السياسي وليس الأمني، لأن الفلسطيني يرفض التعاطي معه على أنه مجرد رقم أمني، بعد أن أكدنا ومارسنا مفهوم الحيادية الإيجابية، ونجحنا إلى حدٍ ما بعدم إقحام الفلسطيني في التجاذبات الداخلية اللبنانية وتم إطفاء الكثير من الحرائق في مهدها، ولذلك كنا وما زلنا ننتظر من المستوى السياسي اللبناني مكافأة الفلسطيني على هذه الإيجابية التي أقلها حماية أمنه الشامل الذي يبدأ بمنحه الحقوق الإنسانية، وأقلها وفق المعايير الدولية التي يعترف بها لبنان، أي إزالة الجدار عن حياته ولقمة عيشه والاعتراف بإنسانيته وكرامته هذا ما نطالب به، وتفادياً لكل الأجواء السلبية ندعو الحكومة اللبنانية بإعادة النظر بعملية بناء “الجدار”.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان

21-11-2016

مقالات ذات صلة