الشتات الفلسطيني

عين الحلوة في عين العاصفة؟

ليبانون ديبايت – فادي عيد:

مجدّداً عين الحلوة في عين العاصفة، بعد إقامة الجدار حول المخيّم والردود الفلسطينية، والتي اتّسمت بإدانة هذا التدبير من قبل بعض القيادات، مما ترك تساؤلات حيال ما يجري في هذا المخيم المثير للجدل على خلفية إيوائه عدداً من المتطرّفين والإرهابيين والفارين من وجه العدالة اللبنانية، وصولاً إلى الصراع بين بعض القوى الفلسطينية المتناحرة.

وما يلفت الأنظار في هذا الإطار، هو مغادرة القيادي الفلسطيني المعروف العقيد منير المقدح إلى أحد مخيمات بيروت منذ أسابيع، ما خلق الكثير من اللغط والإستنتاجات والأسئلة إزاء هذه المغادرة، وحيث للمقدح دور فاعل ومؤثّر إلى حدّ كبير داخل عين الحلوة، ناهيك إلى تواصله مع بعض القوى اللبنانية والجيش اللبناني ومخابراته لدى أي تطوّر أمني، بمعنى أن لديه الخبرة الطويلة ضمن العمل الفلسطيني، والتواصل الفلسطيني ـ اللبناني.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات من مصادر على بيّنة مما يجري في عين الحلوة، لموقع “ليبانون ديبايت”، بأن هناك سلسلة أحداث وتطوّرات جرت في الآونة الأخيرة تستدعي التوقّف عندها، من العملية النوعية التي نفّذتها مخابرات الجيش وإلقاء القبض على أحد المطلوبين، إلى مغادرة المقدح، وبالتالي إقامة الجدار حول المخيم، وصولاً إلى ما يجري في سوريا والعراق، بمعنى أن هناك شبكات ومجموعات داخل عين الحلوة تقاتل في هاتين الدولتين، إضافة إلى التطوّرات الفلسطينية في ضوء ما يجري من صراع، ولو خفي، في الداخل الفلسطيني وفي المخيمات، وصولاً إلى العامل المالي، والذي له ايضاً تأثيرات حياتية ما قد يؤدي في لحظة معينة إلى انفجار إجتماعي، يؤدي إلى فلتان أمني، على خلفية التقشّف الحاصل في المساعدات الممنوحة من منظمة “الأونروا” لأهالي المخيم والمخيمات الأخرى.

وعلم في هذا الإطار، أن كل الإتصالات التي جرت لم تصل إلى النتائج المرجوة، كذلك بالنسبة لبعض دول الخليج التي كانت ترسل المساعدات للسلطة الفلسطينية، ومن خلالها إلى المخيمات، ولكن ثمة أزمات مالية كبرى تعصف بدول الخليج في هذه المرحلة، الأمر الذي أدّى إلى تقليص هذه المساعدات وهناك من جمّدها نهائياً. فهل يكون هذا الجدار عامل استغلال من قبل البعض لتفجير الأوضاع في سياق الإحتقان السائد؟

فادي عيد | ليبانون ديبايت

2016 – تشرين الثاني – 26

مقالات ذات صلة