الشتات الفلسطيني

حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 35 لإعادة التأسيس

ليس مقبولاً من البلد الشقيق ” لبنان” الذي قدم شعبه التضحيات الجسام نصرة للقضية الفلسطينية،أن يعيش اللاجئون الفلسطينيون فيه محرومون من الحقوق الإنسانية والإجتماعية .

بدعوة من منظمة حزب الشعب الفلسطيني في صيدا،إحتشد في باحة مقر الحزب بمخيم عين الحلوة ،ممثلين عن القوى والاحزاب الوطنية والإسلامية وشخصيات وفعاليات ،وممثلين عن اللجان والإتحادات ومكاتب العمل النسائي والشعبي والنقابي والأهلي والمدني الفلسطيني واللبناني،إلى جانب حشد من أبناء المخيم وجواره،للإحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثون لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلطسيني،وإيقاد الشعلة بهذه المناسبة المجيدة،وقد القى مسؤول منظمة الحزب في صيدا،عمر النداف،كلمة جاء فيها:-

في البدء أود أن أشكركم لتلبية دعوتنا للمشاكة في إحياء الذكرى الخامسة والثلاثون لإعادة تأسيس حزبنا،حزب الشعب الفلسطيني،وأنقل لكم تحيات قيادة الحزب وعلى رأسهم الرفيق الأمين العام بسام الصالحي.

ثم أود أن أستسمحكم لأوجه بأسمي وبأسم رفاقي في حزب الشعب الفلسطيني،وبأسمكم ايضاً،أصدق التحيات الكفاحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني المنتفضين في الوطن المحتل،والذين يقدمون أبهى صور النضال والكفاح والتضحية وهم يواجهون الإحتلال الصهيوني،بالحجر والسكين وبعمليات الدهس،دفاعاً عن الحقوق والثوابت الوطنية المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،ودفاعاً أيضا عن المسجد الأقصى وكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين،نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية،فلأبنائنا وبناتنا وأمهاتنا وأطفالنا البواسل في فلسطين تحية عز وأفتخار .

وأوجه تحية إجلال وإكبار لشهداء حزبنا وفي مقدمتهم القادة والأمناء العامين،الذين تلاقت أرواحهم بارواح شهداء شعبنا الذين سقطوا على درب الحرية والتحرير والعودة،ورووا بدمائهم الزكية تراب فلسطين، لهم جميعاً وعلى رأسهم القائد الرمز الخالد في ضمير ووجدان شعبنا الفلسطيني،الرئيس الشهيد ياسر عرفات “أبو عمار” الف تحية وسلام .

وأوجه التحية أيضاً لأولئك الأبطال شموع الحرية،الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني،الذين يقدمون لنا نموذجاً رفيعاً وراقياً عن الوحدة والصمود والتصدي والتحدي والصبر، في مواجهة إدارة سجون ومعتقلات العدو الصهيوني،وسياساتها وإجراءاتها التعسفية والعنصرية،ونخص بالتحية أولئك البواسل الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية،رفضاً لسياسة الإعتقال الإداري والتعذيب النفسي والجسدي العنصري والنازي،الذي تمارسه مصلحة سجون ومعتقلات سلطات الإحتلال الصهيوني ضد أبناء وبنات شعبنا المناضليون،بهدف كسر إرادتهم وعزيمتهم وثنيهم عن ممارسة أي شكل من أشكال المقاومة.

بهذه المناسبة المجيدة يهمنا في حزب الشعب الفلسطيني،أن نؤكد على أبرز القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني،وأهمها :-

1- يرحب حزبنا ويثمن مشاركة جميع القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في اللقاءات التي تمت في العاصمة اللبنانية بيروت للجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني،وكذلك باللقاء الذي جمع كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني في روسيا،ونعتبر ذلك من شأنه أن يسهم إيجاباً في إزالة الكثير من العقبات التي تقف حائلة دون تنفيذ إتفاق المصالحة 2005 و2011،اللذان وقعا في القاهرة من قبل مختلف الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينينة ،لانهاء الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية،وإعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني،ونتمنى أن لا تكون هذه اللقاءات مثل سابقاتها،جلسنا- تحاورنا – تفاهمنا – خرجنا من قاعة الحوار،عدنا واختلفنا،كما نتمنى أ، لا تؤسس هذه اللقاءات أيضاً لمنطق المحاصصة،الذي يرفضه شعبنا وترفضه كافة القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية،ونرى الضمان الفعلي لنجاح هذه الحوارات ووصولها إلى حيز التنفيذ والتطبيق،يتمثل بالعودة إلى الإجماع الوطني الفلسطيني،والذي بدوره يجب أن يتفق ويصيغ استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة لمواجهة السياسة العدوانية الاسرائيلية المتواصلة ضد شعبنا،تضغ في سلم أولوياتها:

أ‌- عدم العودة للمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان،واحتجاز الآلاف من خيرة أبناء شعبنا خلف القضبان أسرى،وقبل أن يقر العدو الصهيوني بحقوق شعبنا المشروعة وفي مقدمتها حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كاملة السيادة على برها وبحرها وسمائها وجوفها،بحدود الأراضي التي احتلت عام 1967،إلى جانب إقراره بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي اقتلعوا منها في العام 1948،بقوة المجازر والإرهاب والإستيطان والإحتلال والإحلال.

ب‌- تعزيز صمود شعبنا في داخل لوطن وخصوصاً في مدينة القدس التي تتعرض لأكبر عملية تهويد منظمة تقودها وترعاها حكومة العدو الصهيوني.

ت‌- إننا نعقتد بأن الرد الطبيعي على الإستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس يكون باحتضان الهبة الشعبية،وتقديم كل أشكال الدعم لها لتصل إلى إنتفاضة شعبية عارمة،تعم مختلف مدن وقرى وبلدات الوطن المحتل،وتستمر حتى تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة لشعبنا،والمتمثلة بدحر الإحتلال الصهيوني وكل أثاره، وبتحقيق العودة للاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ث‌- وضع خطة وطنية جامعة وشاملة،منسقة مع حلفاء شعبنا في العالم ومناصري قضيتنا،لمواجهة سياسية الرئيس الأمريكي الجديد “رونالد ترامب”،فيما لو نفذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

2- وبالنسبة للأحداث الجارية في المنطقة العربية،يهمنا في حزب الشعب الفلسطيني،ان نجدد التأكيد على موقفنا الثابت،حيث أننا كنا ولازلنا نؤيد حق الشعوب العربية في أحداث تغير يؤدي إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية،والمساواة، في وجه أنظمة الفساد والاستغلال والاستبداد والتهميش،ولكن على قاعدة الحفاظ على مكتسبات الشعوب،المتمثلة بوحدة الدول العربية جغرافياً وتديمغرافياً،وكذلك بالحفاظ على مؤسساتها بكل أركانها الأمنية والعسكرية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية،وعدم اللجوء إلى تدميرها ذاتياً أو الإستعانة بالخارج لتحقيق ذلك،ونرفض في حزب الشعب الفلسطيني وندين بشدة التدخلات الخارجية وخصوصاً تدخل الولايات المتحدة الامريكية في الشئون العربية الداخلية،ونرفض كل مشاريع التقسيم والتفتيت التي تسعى لها في المنطقة بالتعاون مع العدو الصهيوني المستفيد الوحيد من كل مايجري من خراب ودمار،ونعتقد أن الشعوب العربية قادرة بالاعتماد على إيمانها بقضاياها،وقدراتها الذاتية من تحقيق التغيير وبلوغ أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية،وبهذا السياق فإننا في حزب الشعب نضع أي تغيير في العالم العربي،يستبعد القضية الفلسطينية من كونها قضية مركزية لكل العرب،في دائرة الشبهة والتشكيك بوجهته وماهيته.

3- وفيما يتعلق بوضعنا في لبنان،فإننا نجدد ألتأكيد على تمسكنا بالموقف والسياسة الفلسطينية المرسومة والمعتمدة من قبل كافة الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان،والتي تستند إلى مبدأ النئي بالنفس عن أي تجاذبات أو صراعات بين الأخوة اللبنانيين،ونؤكد تمسكنا بلبنان موحداً قويا يقف إلى جانب شعبنا في مواجهة العدو الاسرائيلي الصهيوني،كما نؤكد تمسكنا ايضاً بالحفاظ على أمن واستقرار مخيماتنا وعدم السماح بتوظيفها إلا بما يخدم قضيتنا ومصالح شعبنا،وبما يخدم التعايش والسلم الاهلي لأخواننا اللبنانيي،وهنا لابد من الوقوف أمام ما يجري من فلتان أمني غير مسبوق يعيشه مخيم عين الحلوة منذ أشهر، والذي اصبح لا يطاق وتحول إلى كابوس يؤرق راحة أبناء شعبنا في هذا المخيم الصابر الصامد الذي على اسمه في مسرة النضال والتضحيات والمواجهة مع الإحتلال الصهيوني خلال إجتياحه للبنان،وهذه مسؤولية كبرى يتحملها جميع القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الذين وقعوا على المبادة الفلسطينية لحفظ أمن المخيمات والوجود الفلسطيني والعلاقة مع الجوار اللبناني الشقيق،واستنادا لذلك فإن الجميع مطالب بالقيام بدوره وبتحمل المسؤولية وكل حسب حجمه وإمكانياته ونفوذه بهذا المخيم،وعلى القوة الأمنية المشتركة واللجنة الأمنية العليا أن يحسموا أمرهم في وضع حد لهذا الفلتان الذي بدأت عدوته تنتقل إلى مخيمات أخرى في لبنان.

4- أما لجهة مواجهة سياسية تقليص الخدمات من قبل وكالة الأونروا، نقول بأن تطوير وتعزيز وحدة الموقف والجهد بين مختلف الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان،ضروري لمواجهة هذه السياسة التي تمارسها إدارة وكالة الأنروا،واخرها القرارات والإجراءات التي اعتمدتها في بداية العام الماضي 2016،التي طالت الإستشفاء والطبابة،وخطة الطوارئ لأهلنا ابناء مخيم نهر البارد،وكذلك السلة الغذائية لحالات العسر الشديد،والتي زادت من الإعباء على كاهل أبناء شعبنا في لبنان,وفي هذا السياق فإننا في حزب الشعب الفلسطيني ندعو إلى إعادة الإعتبار لخلية أزمة الأونروا،والاستفادة من تجربتها التي شكلت نموذجاَ فريداً في النضال الجماهيري الفلسطيني،حيث استطاعت بجهود متواضعة ان تحشد حولها مختلف قطاعات شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان،وتمركز جهودهم وتنظم نشاطهم في معركة الحقوق مع الأنروا.

5- وبما إننا نتكلم عن الحقوق فليس هناك أولوية بالحقوق من حق شعبنا في العيش بكرامة وإنسانية في لبنان، واستناداً إلى ذلك فإننا نكرر مطالبتنا لمؤسسات الدولة اللبنانية التشريعية والرئاسية والتنفيذية لإعادة النظر في القوانين التي تحرم اللاجئون الفلسطينيون المقيميين قسراً في لبنان، من حقوقهم الانسانية والاجتماعية،وفي مقدمتها حق العمل والتملك، لكي يتمكنوا من العيش بكرامة ومواصلة طريق كفاحهم من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها حق العودة،فليس مقبولاً من هذا البلد العظيم الذي قدم شعبه التضحيات الجسام نصرة لفلسطين،أن يمارس على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على أرضه الحرمان،وأن يقبل بحالة البؤس التي يعيشونها،وهنا نؤكد على ضرورة أن تشكل عملية الأحصاء المزمع إجراءها خلال هذا العام 2017،والتي ستجري بالتنسيق بين لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ومركزي الاحصاء اللبناني والفلسطيني،قاعدة لإحداث تغير للأحسن في العلاقة الرسمية للدولة اللبنانية مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مبنية على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعيش بكرامة وإنسانية،بما يضمن احترام سيادة الدولة والقانون اللبناني.

إعلام حزب الشعب الفلسطيني- لبنان.
10/2/2017

حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 35 لإعادة التأسيس

حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 35 لإعادة التأسيس

حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 35 لإعادة التأسيس

مقالات ذات صلة