المقالات

هل يعرف اللبنانيون تاريخ العلاقة بين المخيمات الفلسطينية ودولتهم؟

يبدو لي من خلال محاورتي للبنانيين من الناس العاديين ومن المثقفين والوطنيين والقوميين والإسلاميين ولآخرين من معسكر معادي للفلسطينيين أنهم لا يدرون بتاريخ وتعقيدات العلاقة بين المخيمات والدولة اللبنانية ولا بأسبابها ومسبباتها. وتأكدت من صحة جهل الكثير من اللبنانيين من جمهور المقاومة للأسف، وكذلك من جمهور أعداء المقاومة إن هؤلاء لا يعرفون الكثير وهناك من لا يعرف أي شيء عن الظلم والعنصرية والاضطهاد الذي لحق ويلحق بالمخيمات الفلسطينية في لبنان. ويستغربون حين تقول لهم ان هذه المخيمات لم تتوسع منذ إنشاءها بعد النكبة الفلسطينية سنة 1948 . وان جغرافيتها هي نفسها وان البناء فيها يتم بشكل عامودي بسبب عدم توفر الأرض، وبأنه لم يعد هناك شجرا في المخيم إلا في بعض الأماكن النادرة. وبان اي مستلزمات للبناء مثل الرمل ومواد البناء الأخرى لا تدخل المخيم الا بالتهريب لان الدولة تمنع ذلك. باستثناء ما تقوم به من ترميمات وبناء واعمار لبعض المؤسسات والجمعيات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان -انروا- او مؤسسات دولية اخرى.

هناك من يستغل حالة الخلاف والاشتباك القائمة في لبنان بين الطائفتين السنية والشيعية ممثلتين بتيار المستقبل وآل الحريري ومن يتلقى دعمهم القادم من السعودية وفرنسا وأمريكا والغرب. وبحزب الله وحركة أمل والمقاومة وجمهورها ومناصريها المدعومين من إيران وسورية ومحور المقاومة في الشرق. وما بين هذين الطرفين تصبح بقية الأطراف تابعة. وتظهر بوضوح خريطة التقسيمات الجغرافية والسكانية حسب الانتماء للطائفة وللمحور. فتغدو خريطة لبنان من جنوبه الى شماله وشرقه عبارة عن كانتونات طائفية ومذهبية تنتشر فيها الأسلحة والميليشيات الطائفية والمذهبية جبل محسن وباب التبانة في طرابلس خير مثال على ذلك. كل هذا في ظل عجز الدولة والجيش والسلطات عن القيام بأي عمل يخفف من هذا الاحتقان المقبل على الانفجار.

حصار المخيمات وبروز المجموعات الإسلامية المتشددة

تبقى المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان من شرقه وشماله الى جنوبه مرورا بالعاصمة بيروت مستهدفة إعلاميا وسياسيا وامنيا. معظمها مغلق ومحاصر أو تحت سيطرة الجيش اللبناني. يتم تصويرها إعلاميا وسياسيا على أنها بؤرا أمنية مسلحة، وهو اتهام غير صحيح وأثبتت الأحداث اللبنانية اليومية منذ ما قبل اندلاع الأحداث في سورية. اثبتت ان المخيمات اضعف البؤر الأمنية المسلحة في لبنان المنقسم طائفيا ومذهبيا هذه الأيام. فحارات وإحياء المدن والقرى والبلدات اللبنانية تعج بالسلاح وبالحقد المذهبي والطائفي. وأعداد المتشددين الإسلاميين الفلسطينيين الذين يقاتلون في سورية أقل بكثير من تعدادها اللبناني. وأعداد الفلسطينيين المتشددين الذين قاتلوا مع الشيح احمد الأسير أيضا قليلة ومحدودة. نما هناك جهات إسلامية سنية فاعلة وقفت علنا مع مسلحي الأسير وضد الجيش والدولة.

طبعا لا ننكر وجود جماعات إسلامية جهادية صغيرة العدد، متشددة في مخيم عين الحلوة بالذات، حيث هناك عناصر تتبع ثلاث مجموعات صغيرة تعدادها قليل جدا وهي (جند الشام)، (فتح الإسلام) و (جبهة النصرة). ولا يمكن اعتبار بقية المجموعات الإسلامية مثل (عصبة الأنصار) و(الحركة الإسلامية المجاهدة) و (أنصار القدس) مثل تلك المجموعات لأنها اقل تشددا وأكثر قابلية للعمل السياسي، كما أنها كلها تنسق عملها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وحتى مع الجيش اللبناني.

هذا واقع حال القوى في المخيم فهو منقسم بين القوى الإسلامية المعتدلة والأخرى المتشددة وقوى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف الوطني الفلسطيني..والأهم أن سكان المخيم ملوا وسئموا منهم جميعا ومن عجزهم، وعلى الجهة الأخرى من تصرفات حواجز الجيش وإذلالها اليومي لهم. وبالرغم من كل هذا نقول على أهل عين الحلوة حل قضيتهم بأيديهم أي إيجاد حل لمسألة المجموعات المتشددة التي برأيي أنها تأخذ المخيم بسكانه رهينة وتقامر بهم.

كيف عاش الفلسطينيون في مخيماتهم في ظل قمع المخابرات اللبنانية؟

كانت المخابرات اللبنانية المعروفة بالشعبة الثانية او المكتب الثاني تعامل الفلسطينيين على أساس أنهم خارجين عن القانون أو إرهابيين ومعادين للنظام اللبناني. لذا انتشرت مكاتبها الأمنية في كل المخيمات وجندت العملاء للعمل في خدمتها فوجدت من أبناء المخيمات بعض الساقطين والضعفاء الذين عملوا في خدمتها. سن المكتب الثاني قوانين قرقوشية عدوانية ظالمة حكم بها الناس بالمخيمات. ومن أهم الأشياء التي منعت على الشعب الفلسطيني هناك تدريس الطلبة والتلاميذ تاريخ وجغرافية فلسطين. ومنع إنشاد النشيد الوطني الفلسطيني، ومنع الحديث في السياسة وفي القضايا الوطنية والقومية. ومنع رفع العلم الفلسطيني أو خريطة فلسطين في المنازل وخارجها. منع التظاهر، منع البناء وإدخال مواد البناء، منع التحرك بين مخيم وآخر ومنطقة وأخرى بدون تصريح من المخابرات، منع السهر لما بعد الساعة العاشرة ليلا حيث يتم إقفال أبواب المخيمات ويعتقل كل مخالف. وكان كل من يخالف ذلك كبيرا او صغيرا يتم اعتقاله وتعذيبه واهانته. وهناك آلاف من ضحايا التعذيب والاعتقال والاهانات والإذلال من الفلسطينيين الطليعيين الذين رفضوا ان يكونوا عبيدا لقمع المكتب الثاني اللبناني. فوضعوا في السجون اللبنانية ومن هؤلاء المناضل الكبير الراحل أبو ماهر اليماني أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع د الراحل جورج حبش. وكذلك زار أقبية الشعبة الثانية واعتقل فيها الفنان الكبير الشهيد ناجي العلي، والمناضل والسياسي الكبير صلاح صلاح -أبو ربيع احد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، والشهيد جلال كعوش الذي تعرض لعملية تعذيب قاسية، استشهد جراءها داخل أقبية مخابرات المكتب الثاني اللبناني في منطقة اليرزة حيث مقر وزارة الدفاع اللبنانية، فكان شهيد فلسطين الأول فوق الأرض اللبنانية بتاريخ 9 /1/ 1966..

كان عناصر المكتب الثاني اللبناني الذي تفننوا في تعذيب الناس وابتداع الأسباب مثلا يكسرون أسنان الفلسطينيين بالأزاميل، يخالفون ويعاقبون من يجدون قليلا من الماء خارج عتبات بيته. ويمنعون في بعض الأحيان المؤذن في المخيم من رفع آذان الفجر لأنه يزعجهم ويقلق راحتهم وينهضهم من نومهم. وهذا حصل مع الشيخ الراحل حسين الزغموت رحمه الله في مخيم عين الحلوة. حيث جاء إليه الشاويش الياس من مكتب الأمن اللبناني في المخيم وقال له ممنوع ان تؤذن الفجر اليوم لأنك تزعجنا. وجاء الفجر ولم يسمع السكان في مخيم عين الحلوة صوت الأذان. وعندما سألوا الشيخ عن السبب قال لهم هكذا حصل معي. فتوجه وفد من مخاتير ووجهاء العشائر في عين الحلوة الى مفتي مدينة صيدا الذي استلم ملف القضية وبعد ذلك عاد المؤذن ليؤذن في المخيم وتم نقل الشاويش الياس الى مكان آخر وربما الى مخيم آخر.. ولكن رغم ذلك جاء بدلا من الياس من هو أكثر عنصرية وحقدا، وبقي القمع كما هو وعلى حاله في المخيمات حتى بدأت الجماهير تتحرك وتواكب انطلاقة الفصائل الفلسطينية المسلحة في الأردن وسورية وبدء تمددها الى مخيمات لبنان. من ثم هبة نيسان 1969 التي ثارت فيها المخيمات الفلسطينية في لبنان كلها من الجنوب الى بيروت والشرق والشمال، فدفعت الشهداء والجرحى لتنهي بقوة وإرادة الشعب هيمنة وسيطرة المكتب الثاني والمخابرات اللبنانية. وليبدأ بعد ذلك عهد جديد من العلاقات اللبنانية الفلسطينية عززه الالتفاف الجماهيري اللبناني حول الثورة الفلسطينية.

تحرر المخيمات من المكتب الثاني

بعد معارك واشتباكات 1973 بين الجيش اللبناني والمخيمات والمقاومة الفلسطينية بدأ عهد جديد في لبنان. واستقلت المخيمات الفلسطينية عن سلطة الدولة، وانتشرت الفصائل المسلحة الفلسطينية بقوة داخل وخارج المخيمات. ووقعت اتفاقية القاهرة بين الفلسطينيين ( منظمة التحرير الفلسطينية ) والسلطات اللبنانية برعاية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. ولكن الهدوء بين الطرفين لم يدم طويلا حيث اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في 13-4-1975 حين هاجم عناصر الفاشيين الكتائبيين اللبنانيين بوسطة عين الرمانة، التي كانت تقل فلسطينيين عائدين من غرب بيروت الى مخيم تل الزعتر شرق العاصمة. وقبل ذلك بشهرين تم اغتيال اكبر حليف ومساند للفلسطينيين في لبنان، الزعيم الصيداوي الوطني الناصري معروف سعد وتبين أن المكتب الثاني اللبناني هو الذي اغتاله. مما جهز الأجواء أيضا لتسريع نشوب الحرب الأهلية بالبلد.

كان شعار الفاشية اللبنانية ممثلة بآل الجميل وآل شمعون ومن معهم في الكتائب والأحرار ومن ثم الجبهة اللبنانية السيطرة على لبنان وإحكام قبضتهم عليه وإبعاده وحتى سلخه عن محيطه العربي، ليصبح كما الكيان الصهيوني خنجرا في خاصرة سورية والوطن العربي. وكان هؤلاء الفاشيون لا يخفون عداءهم المذهبي والطائفي للبنانيين الآخرين مثل المسلمين السنة والشيعة وكذلك الدروز. ولا عداءهم الكبير للوجود الفلسطيني في لبنان سواء كان مدنيا أو عسكريا فهم ضد الفلسطينيين دائما وأبدا. وهكذا وبعد مهاجمة الفلسطينيين وقتلهم تم الزج بهم في آتون الحرب الأهلية اللبنانية. فتعرضت فيما بعد مخيماتهم لمجازر عديدة في تل الزعتر، جسر الباشا وجزء من مخيم ضبيه شرق بيروت. ومن ثم مجازر في مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982 . ومن ثم حرب المخيمات، وحصار مخيمات بيروت وصور لمدة نحو ثلاث سنوات.1985-1988 وامتداد المعارك الى مخيمي عين الحلوة والمية ومية وجوارها شرق وجنوب صيدا. وفيما بعد بدء مرحلة انتشار الجيش اللبناني وحصاره للمخيمات الفلسطينية وعزلها وإغلاقها ونشر الحواجز حولها وعلى مداخلها كلها. كل هذا حصل بعد رحيل منظمة التحرير الفلسطينية عن لبنان عقب معارك حصار بيروت وغزو لبنان سنة 1982 بقيادة مجرم الحرب الصهيوني ارييل شارون حبيب قلب آل الجميل وأمثالهم شرق العاصمة اللبنانية بيروت. المهم من سنة 1990 وحتى يومنا هذا أصبحت المخيمات تحت الحصار والإغلاق ورحمة حواجز الجيش اللبناني التي أذلتهم وتذلهم يوميا.

خطأ تاريخي للثورة الفلسطينية

في الفترة التي سيطرت فيها الثورة الفلسطينية مع الحركة الوطنية اللبنانية على مساحات واسعة في لبنان وكانت دولة داخل الدولة. ارتكبت الكثير من التجاوزات التي خلقت اجواءا معادية لها في نهاية المطاف. لكن اللبنانيين يحفظون فقط تجاوزات الفلسطينيين ولا يتذكرون تجاوزاتهم هم أنفسهم بحق وطنهم وناسهم. ومن أعظم أخطاء الثورة الفلسطينية في لبنان أنها أثناء هيمنتها على البلد لم تفكر بالضغط على لبنان الرسمي عبر القوى الوطنية اللبنانية لتغيير القوانين اللبنانية العنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان. وهكذا خرجت المنظمة وصار الوضع الفلسطيني بعد خروجها أسوأ بكثير مما كان عليه، وجاءت حكومات رفيق الحريري المتعاقبة لتسن أبشع القرارات العنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان. مثل منع الفلسطيني من الحركة والتنقل والسفر والعودة الى لبنان بدون موافقة مسبقة من الأمن اللبناني. تم إلغاء هذا القرار العنصري من قبل رئيس الوزراء الأسبق المناضل اللبناني الكبير د سليم الحص. فيما بقيت القرارات العنصرية الأخرى مثل منع التوريث والتملك والعمل في عشرات الأشغال والوظائف سارية المفعول ومعمول بها حتى يومنا هذا، وكلفت كثيرين من الفلسطينيين في لبنان ممتلكاتهم وأرواحهم. واضطر الفلسطيني في لبنان ان يسجل أملاكه سواء عقارات او مساكن او ماشابه ذلك بأسماء فلسطينيين يحملون جنسيات أجنبية وبالذات أوروبية وأمريكية أو بأسماء معارفهم من اللبنانيين. مما ولد أيضا مشاكل وعمليات سرقة ونفاق واحتيال والخ.

إعلام لبناني يتسلى بالمخيمات

الإعلام اللبناني بغالبيته معادي للفلسطينيين أو انه يعمل لأجندات داخلية وخارجية تدفع له الأثمان مقابل نشر الإخبار الكاذبة والمضللة عن المخيمات والفلسطينيين ومشاركة بعضهم في أعمال إرهابية ضد الدولة والخ. وأكثرهم اختصاصا في هذا الموضوع محطات الفاشيين اللبنانيين شرق بيروت وكذلك محطة الجديد غربها. هؤلاء لا يتوانون عن التسلية بالفلسطينيين ومخيماتهم وبالذات مخيم عين الحلوة. والغريب في الأمر هذا أن تنزلق فتنشر جريدة محترمة كما هي جريدة السفير أخبارا غير دقيقة وغير صحيحة عن اتهامات لفلسطينيين من عين الحلوة بالمسؤولية عن السيارة التي تم تفجيرها بالوزير محمد شطح في بيروت قبل أيام. وان تنشر أسماء لفلسطينيين من مخيم عين الحلوة تبين أنهم أبرياء بعدما سلموا أنفسهم للجيش اللبناني الذي حقق معهم وأخلى سبيلهم كلهم.

في موقع بانورما الشرق الأوسط حيث هو موقع محسوب على المقاومة وأنا شخصيا انشر مقالتي فيه قرأت مؤخرا مقالات معادية للفلسطينيين ولمخيماتهم والأسوأ من المقالات التعليقات العنصرية الحاقدة والبغيضة المليئة بالعداء والكره للفلسطينيين في لبنان، ومن جمهور يحسب نفسه جمهور مقاوم ومع المقاومة. هؤلاء يخلطون بين الشعب الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية وموقف حركة حماس في سورية. وبين المذكورين والجماعات الإسلامية الصغيرة والمتشددة في عين الحلوة وقبله في نهر البارد. ويشيطنون الثورة الفلسطينية في مراحل وجودها بلبنان ويتناسون أو أنهم لا يعرفون دور أحزابهم اللبنانية في مرحلة الحرب الأهلية. فالتجاوزات لم تكن فلسطينية فقط لا غير, ولا يعلمون أيضا ان مئات آلاف اللبنانيين كانوا يتقاضون الأموال والمساعدات من الثورة الفلسطينية في ظل تخلي دولتهم عنهم.بان اقتصاد بلدهم في مراحل معينة كان يعتمد على ودائع وأموال الفلسطينيين في البنوك اللبنانية واستثماراتهم في البلد. الثورة الفلسطينية في لبنان كان لها سيئاتها وكان لها أيضا ايجابياتها.

أحد المعلقين ردا على تعليقي في موقع بانوراما الشرق الأوسط حول مقالة ( عنصرية المخيمات ضد اللبناني لرويدا مروة) كتب متهما :

” نضال … كم كنت أتمنى ان تناضل في فلسطين المحتلة لا في الزواريب الضيقة . كلامك لا يختلف عن كلام التكفريين وكلام الاستسلاميين من 14 اذار الى ما يسمى بالمعارضة السورية الى أبواق العبرية والخنزيرة ، بأتهامك للجيش بقصف عشوائي على المخيم.”

ما هو المطلوب من أهل المخيمات وبالذات من أهل عين الحلوة؟

كتبت هذه الكلمات أدناه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كي افتح موضوعا للنقاش العقلاني حول عين الحلوة وقلت :

هذا رأيي الشخصي، قد يعجب البعض وقد لا يعجبهم ..

اذا لم يتم تحرك من داخل المخيم ( عين الحلوة) لوضع حد للجماعات المتطرفة المسلحة ووقفها ووقف اختطافها لحياة أهل عين الحلوة وأمنهم اليومي، لأنهم من أسباب فوضى الأمن بالمخيم، وهم من يوفر أسباب دخول المخابرات على الخط عبر عملاءها،وهم من يتبنون قتلى الحرب الجهادية في سورية .. اذا لم يتم التحرك بسرعة فسوف لن يكون هناك مصير للمخيم سوى للأسف مصير مخيم نهر البارد. خاصة ان حالة العداء والعنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان وبالذات في عين الحلوة بلغت ذروتها مؤخرا. كل هذا العداء تضاعف مع وجود عناصر مذهبية من داعش والنصرة وغيرها و لو بأسماء أخرى… علينا ان نعي اليوم انه بعد اتهام اليوم لعناصر من المخيم بالوقوف وراء الانفجار في بيروت لم تعد القضية مزحة أو زوبعة إعلامية. بل صارت اكبر من ذلك بكثير، وعلينا توخي أقصى درجات الحذر. الإعلام له دائما مصادره الأمنية والسياسية المسئولة، قد يبالغ في الخبر لكن يبقى نصف الخبر أو أكثر أو أقل قليلا صحيحا. على أهلنا في مخيم عين الحلوة إنقاذ مخيمهم من المصير المظلم وبأسرع وقت ممكن. .

الى كل الأصدقاء الذين يعنيهم وضع عين الحلوة والمخيمات أن يدلوا بدلوهم وان يطرحوا مواقفهم هنا في هذا النقاش ويعطوا آراءهم بالموضوع المطروح. أنا طرحته للمناقشة العقلانية وليس لأي هدف آخر. همي هو مخيمي ومخيماتنا في لبنان لأنني أرى أن الأمور أصبحت سوداوية جدا جدا جدا. اللهم إني بلغت

أحد المذهبيين الفلسطينيين من المعادين لسورية وللمقاومة اللبنانية ومن المدافعين عن التكفيريين كتب في الفيسبوك أيضا معلقا :

” أكرر و أكرر بأن مقالك دعوة للاقتتال الداخلي و دعم أكاذيب السلطة و اﻻعلام اللبناني .. أنت تبرر لهم بأن يجعلوا من عين الحلوة نهر البارد..”.

بين هذا التطرف وذاك وفي محيط من التخلف والجهل والعداء المذهبي سيكون من الصعب إنقاذ مخيماتنا من القادم الأسود والخطير جدا. مهمة إنقاذ مخيماتنا وبالذات عين الحلوة مهمة كل فلسطيني يؤلمه ويحزنه ويوجعه وضع مخيماتنا في لبنان وسورية.

نضال حمد- مدير موقع الصفصاف*

مقالات ذات صلة