المقالات

مولد المصطفى المختار

مولد المصطفى المختار

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا “محمد”، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللّهم افتح علينا ، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين

سنة الله في الكون، أن تنتهي الحضارات كما بدأت، وفي العام 571 ميلادي كانت الحضارتين العظيمتين: الحضارة الفارسية، والحضارة الرومانية في أوج انحدارها وانحلالها، وكان مشيئة الله أن يأتي الدور للحضارة الربانية المحمدية كي تظهر، وتهدي العالم إلى نور العلم، ونور الهداية في طريق واحد.

ولد العظيم الكامل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في أرض مقفرة، وفي صحراء تزخر بالقبائل التي طغت عليها الأمية، وطقوس عبادة الأحجار والجمادات والشخوص، وقوانين وضعية تتكيف كيفما يشاء للمشائخ والرجال، والمرأة رهن إشارة هذه الأعراف والتقاليد، والتي كانت تفرض عليها سيف الطاعة إن نجت من الوأد وهي طفلة صغيرة.

وفي وسط هذا الزخم، الذي يكاد يكون صِفراً حضارياً وروحياً وعلمياً، كان بيت النبوة الذي كان من أوسط وأنفس بيوت الجزيرة العربية، يترقب ولادة هذا العظيم الذي تنقل من الاصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة، ويخرج معه نوراً محمدياً أضاء له قصور الشام وخمدت النار التي كان يعبدها أهل فارس وكانت مشتعلة لمدة ألف عام لم تخبو يوماً، سقطت الأصنام حول الكعبة، وثرثر الكهان والمتصلين بعالم الجن في الجزيرة العربية عن ظهور نبيٍ يبعث أخر الزمان، وهاهو الوقت يحين.

وولد المصطفى، يتيم الأب وتربى في حضن أمه ست سنوات، وتوفيت أثر مرضٍ أثناء عودتها من المدينة المنورة، وتلقفت الأهوال هذا الطفل الطاهر من كل حدبٍ وصوب.

وما أن استقر وكون تجارته وتزوج بمن يحب، حتى أتى أمر الوحي والنبوة فتغيرت حياته إلى العكس تماماً، وبدأ مشوار آخر مرهق، في سبيل ايصال كلمة الله إلى البشر، والسعي إلى خلاصهم من قيود الظلم، والهمجية، والوثنية، والجهل.

آذوه قومه، وآذوه نفر غير قليل من عشيرته، ومدت له المدينة المنورة يديها ترحب به، فتوجه لها وقد ترك ذكريات الطفولة في مكة، وعوضه الله بمنعة وعشيرة خير ممن كان في مكة.

ولم تكن تلك بداية الراحة، فكانت الدعوة محاطة من ثلاث جبهات:

جيهة الوثنية، وجبهة النفاق، وجبهة اليهود

ومضى الحبيب المصطفى 13 سنين في المدينة يواجه هذه الجبهات، حتى أتم الله رسالته.

وأدرك الحبيب ان الدين قد اكتمل، والرسالة قد نفذت على الوجه الكامل.

فودع أصحابه، وأوصاهم بتبليغ سلامه إلينا، والتحق بجوار ربه في ليلة أثنين أيضاً.

ولد الحبيب المصطفى يوم الاثنين وصامه شكراً أذ قال في صيام يوم الاثنين: (هو يوم ولدت فيه).

ونحن نشكر الله إذا أرسل الله إلينا خير خلقه وسيد أنبيائه، فعلى هذا نعاهد الله أن نحفظ الحبيب المصطفى في قلوبنا ووجداننا ومشاعرنا، ونصوم شكراً لله على نعمته ورحمته، ونظهر فرحنا وسرورنا في يوم مولده (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرً مما يجمعون ). صدق الله العظيم سورة يونس الايه 58

طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل
24/01/2013

مقالات ذات صلة