الشتات الفلسطيني

القدس للأنباء” تستطلع آراء اللاجئين في “يوم الأرض”.. الصمود والمقاومة

يوم الأرض هو تجسيد لارتباط الفلسطيني بأرضه ووطنه، ودفعه الدم في سبيل تحريرها من الأحتلال.. وبهذا تصبح كل أيامنا أياماً للأرض والدفاع عنها.. هي الرسالة المستمرة في المقاومة والصمود حتى التحرير والعودة.. هو رفضنا الكامل لوجود العدو الصهيوني على أرضنا، وفي سمائنا.. هي خيار التشبث بالمقاومة حتى التحرير أو الشهادة.

يوم الأرض هو رفض لمصادرة وتهويد الجليل، ومصادرة وتهويد فلسطين، كل فلسطين.. هو يوم ارتفع فيه الشهداء شهوداً، فوقّع الشهداء: خير ياسين (عرابة)، خضر خلايلة (سخنين)، خديجة شواهنة (سخنين)، رجا أبو ربا (سخنين)، محسن طه (كفر كنّا)، رأفت الزهيري (من عين شمس واستشهد في الطيبة)، أن هذه الأرض لنا، وأن الصهاينة سيندحرون ويُهزمون..

في ذكرى يوم الأرض المتجددة، ماذا يقول اللاجئون الفلسطينيون؛ علماء، وكتاب وشعراء ومواطنون وأطفال، من عين الحلوة، ونهر البارد، والبداوي، والرشيدية..

خطاب: مناسبة لكي تستفيق أمتنا من سباتها

قال أمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة، وأمير الحركة اﻹسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب؛ لوكالة “القدس للأنباء”: “إن يوم الأرض مناسبة لكي تستفيق أمتنا الإسلامية جمعاء، من سباتها من أجل تحرير فلسطين من نير المغتصب الصهيوني، لإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين، بخاصة في ظل مساعي العدو الحاقد، لتهويد أرضنا ومقدساتنا، عبر إعلانها دولة يهودية من أجل إخراج أبناء شعبنا منها”.

وأضاف خطاب: “يصادف اليوم الذكرى الـ 35 لإتفاقية كامب ديفيد المزعومه، التي لم تعطنا شيئاً من حقوقنا، ﻷن الصهاينة ليسو أهل صلح وﻻ سلام، وﻻ سبيل لنا من أجل عودة الحقوق في فلسطين إلى أهلها، إﻻ بالجهاد والمقاومة المسلحة، التي أثبتت نجاعتها في قهر المحتل، وارغامه في الميدان وقهره، من أجل نيل كامل حقنا”.

الخطيب: الإصرارِ على رفضِ الهزيمة

أما الكاتب والشاعر الفلسطيني الأستاذ مروان الخطيب، فقال لمراسل وكالة “القدس للأنباء”: “يومُ الأرض، هو ذاك الألقُ المُعلولي في مراقي السَّماءِ والبهاء، وفي معارجِ الشَّهادةِ والفداء، تمسُّكاً عنيداً بحقِّ أهلينا في أرضهم، ورغبةً في تخليصها وتحريرها من الغاصبِ والمُحتل. يومُ الأرضِ، عُنوانٌ راقٍ، لمضمونٍ عميقٍ وعنيد، ترحبُ فحواهُ في مسالكِ اليقين، وفي طرائقِ وسُبلِ التَّشبُّثِ بالحق، بعيداً عن سياساتِ الإذعانِ للواقعيَّةِ المقيتةِ، ورغبةً ساميةً في التَّخلُّصِ من زمنِ الهزائمِ والانكسار، ومن عُهودِ الذِّلةِ والضِّعةِ والبَوار؛ وهو في المقامِ ذاته، تَحوُّلٌ نوعيٌّ لدى أهلينا في مناطقِ ال 48، من حيثُ الإصرارِ على رفضِ منطقِ الهزيمة؛ فشمخت أُمُّ الفحم، وكفر كنَّا، وسواهما، ليُكتبَ عهدٌ جديدٌ مُغمَّسٌ بالدماءِ والإباء، ومُترعٌ بموقفٍ سياسيٍّ ساطعٍ، يرفضُ نظريَّةَ الخُضوعِ لقوى الطُّغيان، ويسترسلُ في التحاقهِ بمداراتِ الإشراقِ الأبيِّ لشمس الحقيقةِ، وفجرِ الحقِّ والانتصار…!. يومُ الأرض، يوم العرس المُحنَّى بدماء الشَّهادة، تلك المُعلِنةِ موقفاً صارخاً، مفادُهُ : لا للهزيمة، لا للاحتلال؛ ونعم لانتصار الأرضِ على مغتصبيها!..”.

وأضاف الخطيب: “كي نسترجعَ الأرضَ من غاصبيها ومُحتلِّيها؛ يجبُ أنْ نسترجعَ أنفسَنا من ثقافةِ الهزيمة، ومن فلسفاتِ الإذعانِ للأمرِ الواقع. نحنُ أُمَّةٌ أعزَّنا اللهُ تعالى بكتابهِ وشرعه، وكتبَ لنا المجدَ، معقوداً بالتَّمسكِ بالحقِّ الذي أنزلَهُ وأبانَهُ لنا في قُرآنهِ الكريم، وسُنَّةِ نبيِّهِ الأمين (ص)؛ وبالتالي، كي نسترجعَ أرضنَا السَّليبةَ من مُحتليها، يجبُ أن نسترجعَ المُقدِّماتِ الموضوعيَّةَ التي أدَّى غيابُها إلى سُقوطنا في أتياهِ التَّشرذمِ والتَّفككِ والضَّياع، ومالَ بنا إلى مهاوي السُّقوطِ والإذعان، وإلى مخازي الحياةِ والفُرقةِ والخصام…!. يجبُ أن نعودَ أُمَّةً واحدةً من دونِ النَّاس، نرمي عدوَّنا عن قوسٍ واحدة، ونبني موقفاً سياسيَّاً لا يعرفُ الزِّئبقةَ والرَّمادي، وينادي بحقِّنا كاملاً غيرَ منقوصٍ، ولا يُبالي بالعُرفِ الدَّولي القاسي، ولا بالقانون الدَّولي الجائر؛ وبالتالي، ننادي بفلسطينَ كاملةً من نهرها إلى بحرها، ولا نُبالي بما دون ذلك من مواقفَ خدَّاعةٍ، تريدُ لنا الانخراطَ في سياساتِ المساومةِ والواقعيَّة القذرة…!.

إنَّ امتلاكنا وحدتَنا، بعيداً عن التَّمزق المذهبي، واندفاعاً من جوهرنا العقدي والحضاري والثقافي، يجعلُنا، قائمينَ وجهاً لوجهٍ، أمامَ استحقاقٍ أكيدٍ؛ جوهرُهُ انتصارٌ ختميٌّ آتٍ إلى أرضِ الواقع، ومصدرُهُ الأساس، انتصارُ ثقافةِ الوحدة، على ثقافةِ التَّمزق التي سعى إليها فينا وكرَّسها الاستعمارُ وأذنابُهُ وأتباعُه.!”.

زيدان: التحرير بالبندقية و المقاومة

قال الشاعر الفلسطيني ومنسق لجنة مسيرة العودة في صيدا ومخيماتها خالد زيدان، لمراسل وكالة “القدس للأنباء”: “إن يوم الأرض يعني بأن القضية الفلسطينية هي قضية أرض و شعب.. ونؤمن بأن فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، ومن الناقورة شمالاً إلى أم الرشراش جنوباً هي أرض فلسطين “.

وأضاف: “نهدف من خلال إحياء هذه الذكرى السنوية إلى تجديد الوعي الوطني وتحفيزه للنضال، من أجل استعادة الأرض، والتي لا ينفك عراها عن مفهوم الكرامة”..

وأكد زيدان: “أن السبيل الوحيد والأوحد لتحرير الأرض، تمهيداً لعودة أهلها إليها، لن يتم أبداً بغير البندقية والمقاومة المستمرة ضد العدو الصهيوني، الذي لا تنفع معه إلا هذه اللغة، لغة البندقية والرصاص والعمليات الإستشهادية التي تهزُّ كيانه الواهن، واثقين بأن المفاوضات العبثية ما نفعت يوماً بإرجاع حق لأصحابه، بخاصة مع هؤلاء الصهاينة، والدليل على ذلك هذه السنوات العجاف من المفاوضات التي قادت من تنازل إلى تنازل دون أي نتيجة”.

مخيم نهر البارد

يقول نادر حمزة في يوم الأرض: “إن يوم الأرض هو مرحلة فاصلة بحياة الشعب الفسطيني، هو يوم الإلتحام الفلسطيني، حيث استشهد فيه العديد من الفلسطينيين ليدافعوا عن أرضنا السمراء، ففي عام 1976 حاول الصهاينه السيطرة على أرضنا وقمعنا ولكن اليد الفلسطينية كانت الأقوى وستبقى الأقوى”.

ويقول محمد إسماعيل: “إن يوم الأرض يعني لي الكثير، يوم الأرض يعني لي الثبات والتمسك بحق جميع الفلسطينيين، ألا وهو حق العودة حق تحرير أرض الإسلام، أرض الأنبياء من رجس الإحتلال الصهيوني، ويعني تحرير المقدسات، ألا يجب علينا أن نحرر مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الإحتلال؟ ففي هذا اليوم أحيي وأثمن عمل المقاومة وأقول للمتخاذلين لمن يفاوض الإحتلال على الأرض والأصح أن نقول لمن يتنازل عن الأرض، أقول لهم على ماذا يفاوضون؟ على الأقصى الذي أوشك على الإنهيار بسبب الحفريات الصهيونية؟ أو على الإستيطان وبناء المستعمرات الذي يتزايد أكثر ولم توقفه هذه المفاوضات؟ أم تتفاوضون على دماء الشباب الفلسطيني الذي يسقط في الضفة أم على غزة المحاصرة؟. إن هذه المفاوضات لم تحقق اي إنجاز او إسترجاع أي حق بل هي فقط تنازلات. ففي هذا اليوم نجدد عهد الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والمقدسات ونؤكد على مواصلة هذا الطريق وأننا نرفض التنازل عن حبة تراب من أرضنا العزيزة”.

اما الطفل إبراهيم منصور فيقول: “أرضنا فلسطين وأنا بدّي أرجع عليها وأنا بحبا”.

ويقول إبراهيم قاسم (15سنه): “أتمنى العودة إلى فلسطين وإلى قريتي الشيخ داوود ولن أتنازل عن أي شبر من أرضي”.

مخيم الرشيدية

أما المواطن أبو خالد العريض فاعتبر أن “يوم الأرض هو القضية الأساسية للشعب الفلسطيني، وهو يمثل لنا القضية الأساسية فلسطين، وليس لنا أي وطن سوى أن نعود إليه وعلينا أن نناضل ونكافح بكل ما أوتينا من قوة وصبر لنستعيد أرضنا التي سلبت منا، ولا نريد أي وطن بديلٱ عنه مهما كلف الثمن”.

وأضاف العريض: “..لا يوجد أي وسيلة نعيد أرضنا بها إلا مقاتلة العدو الصهيوني”.

وقال حسن فرحات “أبو نمر”: “إن يوم الأرض يمثل لنا قدسية هذه الأرض التي اغتصبت منا عنوة وبتواطؤ من الدول العربية، بهذه المناسبة: إن الأرض أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا، ولدنا من رحمها وتربينا في بياراتها، لذلك لن ننسى هذه الأرض التي قدمت العديد من الشهداء إبّان الإنتداب البريطاني حتى اليوم، وحتماً بإذن الله سنعيدها بالقوة من الإحتلال، كما أخذت منا عنوة، أما بما يتعلق بالوسيلة والطريق الأفضل لاسترجاع هذه الأرض، أولاً علينا أن نعمل على توحيد القوى الفلسطينية من خلال رؤية سياسية واضحة تعتمد على خيار المقاومة والكفاح المسلح، لأن هذا العدو لا يمكن له أن يتراجع عن برنامجه الإستيطاني والإقلاع عنه، لا بطريق المفوضات ولا غيرها، ولا يمكن أن يتم ذلك إلاَّ بطريق الجهاد والمقاومة والعمل الإستشهادي الذي أثبت أنه الطريق الأصوب والأنجع لردع هذا العدو ولإسترداد الأرض”.

وقالت الحاجة كريمة أحمد الحاج “أم خالد”: “يوم الأرض يذكرنا في أرضنا التي كنا نعيش عليها وتربينا فيها وما زلنا نحلم بالعودة إليها وهذه الأرض هي عرضنا ولن نتخلى عنها لأنها حياتنا وعزنا، ونأمل أن نعود إليها قبل موتنا”.

وأضافت الحاجة أن “الطريقة الوحيدة لإخراج الصهاينة من أرضنا مقاتلتهم ومقاومتهم وضربهم حتى إخراجهم من أرضنا كما دخلوها: الدم بالدم”.

أما فاطمة نايف محمد “أم أحمد” فقالت: “هي الأرض التي هجرنا منها حيث كنا نعيش فيها، أما الآن فإننا نتذكرها ونعيد ذكرياتنا فيها عندما كنا نزرعها، فنحن الٱن نحنُّ اليها ونشتاق لترابها، كما تحنُّ الأم إلى طفلها، فهي تذكرنا في كل شيء من ماضينا، ومن وطننا لأننا ولدنا فيها وتربينا فيها، ولذلك نحن لن ننسى أرضنا مهما طالت السنين والأيام، ولن نتخلى عن ترابها ولا عن شبر من أرضها، ونريد أن نموت فيها، وفلسطين لا تعود إلا بالمقاومة لا بالمفاوضات.

مقالات ذات صلة