اخبار الوطن العربي

رحيل القائد المناضل الرفيق كمال البقاعي نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني

رحل مناضل من مناضلي الحزب الشيوعي اللبناني، ورمز من رموز نضاله الوطني المقاوم ضد العدو الإسرائيلي وعملائه. إنه كمال يوسف البقاعي، مواليد إبل السقي عام 1950، غادرنا ابن بلدة إبل السقي، بلدة الرفيق عساف الصباغ الشهيد الأول في مواجهة عصابات الهاغانا عام 1936.

غادرنا ابن عائلة شيوعية مكافحة، امتهن أبناؤها جميعًا النضال، فتربى كمال في كنفها، وأرشدته إلى طريق العطاء والتضحية دفاعًا عن أرضه وشعبه في سبيل الحرية والكرامة والعيش الكريم.، فالتحق منذ حداثة سنه في قوات الحرس الشعبي التي أسسها الحزب الشيوعي عام 1970 دفاعاً عن الجنوب، وعن القرى الأمامية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وشارك في مهماتها القتالية في منطقة العرقوب وفي معسكر قبريخا.

صار مسؤولًا عسكريًّا لمنظمة مرجعيون – حاصبيا مع بداية الحرب الأهلية. ومن موقعه تصدّى مع رفاقه للاعتداءات الإسرائيلية وعملائها، وخاض العديد من المواجهات ضد قيام دويلة سعد حداد، وكان في طليعة المدافعين عن بلدة مرجعيون والمتصدين للقوات الإسرائيلية وسعد حداد عام 1976، مثلما كان له شرف الدفاع عن بلدتي الخيام وابل السقي عام 1977. وفي قيادة الهجوم المضاد وتحرير البلدتين من قوات الاحتلاال وعملائه، كما كان له دور أساسي مع رفاقه في التصدي للاجتياح الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 1978 لما عرف بعملية الليطاني.

العدوان الإسرائيلي عام 1982 شكل نقطة تحول في حياة كمال، حيث نذر نفسه للتصدي لهذا العدوان بدءًا من مواجهته في أثناء تقدمه في منطقة العرقوب حتى البقاع الغربي وصولًا إلى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 أيلول عام 1982. تفرغ كمال كليًّا للعمل في الجبهة مشاركًا في عملياتها وفي قيادتها، ملبيًّا نداء الحزب آنذاك من أن المهمة الأولى أمام الشيوعيين هي تحرير الأرض.

تنامت قدرات الجبهة بسرعة كبيرة مسددة الضربات الموجعة للعدو في كل الأماكن التي تواجد فيها، ومن الخطوط الأمامية في عميق إلى أعالي رويسات العلم وجبل سدانة ومزارع شبعا، ومن بلدة مرجعيون ومحيطها إلى قمم جبل الشيخ، مسرح من العمليات الكمية والنوعية سطر فيها أبطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الانتصارات على العدو مستخدمين كافة أشكال القتال العسكري والأمني والاستشهادي.

فيما يلي أبرز العمليات التي ساهم الرفيق كمال بالتخطيط والإشراف عليها:

ـ عملية الجنرال أبو النور في لالا ـ البقاع الغربي في 23/9/1984ـ عملية لولا عبود في القرعون في 21/4/1985.

ـ عملية الشهيد جمال ساطي في تلة زغلة ـ حاصبيا في 6/8/1985.ـ عملية تدمير إذاعة العميل لحد في 17/10/1985.ـ عملية جبل الشيخ في 16/9/1987.ـ عمليات الاقتحام الواسعة لتلة الشريقي في الخيام وموقع رويسات العلم في كفرشوبا ـ مزارع شبعا ومواقع شويا وعين قنيا وأبو قمحة. في 9/9/1989.

ـ عملية إعدام روبنسون الذي كان يسعى لبناء مستوطنة إسرائيلية في راشيا الفخار في 27/3/1990.

لم يقتصر نشاط الرفيق كمال ونضاله الحزبي على الجانب العسكري، بل كان أيضًا نموذجًا لقيادة العمل الحزبي في النضال الديمقرطي العام وفي الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين والفقراء وذوي الدخل المحدود، حيث تولى مسؤولية منظمة مرجعيون – حاصبيا ، واضعًا أمام الشيوعيين برامج عمل تهتم بشؤون الناس وتدافع عن حاجاتهم، انتخب عضواً في المجلس الوطني للحزب في المؤتمر الوطني السابع. انتخب نائباً للأمين العام للحزب في المؤتمر الحادي عشر.

كمال البقاعي تاريخ من النضال والعطاء، عشرات السنين من مقارعة العدو، من دون أن يبالي التهديد والمطاردة والملاحقة ومحاولات الاغتيال، استمر ولم يستطع العدو النيل منه، حتى غدر به المرض، فغادرنا تاركاً لنا إرثًا نضاليًّا ثمينًا، ومسؤولية الحفاظ عليه والاستمرار على نهجه.

بيروت في 6/9/2016

المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

مقالات ذات صلة