المقالات

تراجع الليكود – بيتنا

تراجع الليكود – بيتنا || د. يوسف رزقة

(الليكود- بيتنا) يتراجع في عدد المقاعد وفي عدد الأصوات. النتائج الأولية أعطت (الليكود بيتنا) 31 مقعداً. في الكنيست المنحلة كانت مجموع مقاعد الليكود و(إسرائيل- بيتنا) 42 مقعداً. التراجع هو بقيمة (1/3) أي (14 مقعداً). ومع ذلك يظل المجتمع الإسرائيلي بالمجمل مجتمعاً يمينياً صهيونياً بمجموع 60 مقعداً تقريباً، فأحزاب اليسار الإسرائيلي لم تحقق تقدماً يذكر.

تراجع (الليكود- بيتنا) يعود فيما أحسب إلى تراجع الثقة الشعبية في نتنياهو وليبرمان الشخصية في (نتنياهو وليبرمان) الشخصية، التي لا تبدو في نظر المجتمع الصهيوني تستحق الثقة. وهنا يمكن إجمال الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع في نقاط محددة، وهي:

1. فشل نتنياهو في إدارة ملف العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتدخله المباشر في الانتخابات الأمريكية مؤيداً “ميت رومني” الجمهوري الخاسر، والذي تولد عنه تزايد في العلاقة الجافة مع أوباما في البيت الأبيض، تدخل أوباما في الانتخابات الإسرائيلية من خلال وصفه نتنياهو بـ(الجبان السياسي)، أي القائد الفاقد للقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

2. فشل نتنياهو في إدارة الملف الفلسطيني، سواء على مستوى المعركة الأخيرة مع حماس والمقاومة في غزة، أو على مستوى المفاوضات مع محمود عباس. لقد كانت حرب حجارة السجيل اختباراً حارقاً لشعبية نتنياهو كقائد يملك القرار السياسي العسكري. فقد أخرج الجيش لردع حماس، فردعته حماس، وجلب الصواريخ إلى تل أبيب والقدس وهرتسيليا، وخسر الرهان، واضطر إلى البحث عن التهدئة وقبول شروط المقاومة الإسلامية.

إن فضل نتنياهو في إدارة ملف حماس وغزة لا يقل أهمية عن فشله في إدارة ملف المفاوضات مع محمود عباس، حيث انقسام المجتمع الإسرائيلي بين من يرى عباس شريكاً تفاوضياً، وبين من من لا يراه شريكاً، وهو فشل لا يعوضه التغول الاستيطاني في القدس. وعلى الرغم من أهمية الاستيطان عند غالبية المجتمع الصهيوني. إذ يرى منتقدو سياسة نتنياهو أن ثمة فرصا كبيرة أمامه للمناورة، والإفادة من ضعف الطرف الفلسطيني.

3. فشل نتنياهو في إدارة الملف الإيراني، وفشله في جمع تأييد دولي (أمريكي- أوروبي) على وجه التحديد للقيام بعملية عسكرية ضد إيران، واضطراره إلى التراجع بعد أن أنفق ثلاثة مليارات دولار على التجهيزات والدعاية لضربة عسكرية ضد إيران. إن تباين العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في الملف (الفلسطيني- الإيراني) مع تل أبيب، ذهب بالعديد من المقاعد والأصوات لصالح خصوم نتنياهو، من أحزاب الوسط. لأن المجتمع الإسرائيلي لا يحتمل نتائج الخصومة مع أمريكا بوصفها الحليف الوحيد المتبقي إلى جانب (إسرائيل).

4. استعلاء نتنياهو، وغطرسته الممجوجة على المستوى الشخصي في علاقته مع الأحزاب الأخرى ومع قيادات هذه الأحزاب، بحيث كشف نتنياهو عن شخصية الملك غير الودود، وغير المحبوب، بل كان ملكاً مثيراً للقلق والجدل والغضب في أوساط إسرائيلية عديدة، عكست موقفها في صندوق الانتخابات بالبعد عن الليكود- بيتنا، والأمر أسوأ من ذلك عند الوقوف عند شخصية ليبرمان الفجة المتعالية، المثيرة للجدل دولياً والمهتمة بالفساد داخلياً، في ظل تغيرات عربية ودولية معادية للاحتلال وتل أبيب. لهذه الأسباب، وربما أسباب أخرى لا يسع المقام لذكرها وتفصيلها تراجع (الليكود- بيتنا) في عدد مقاعده في الكنيست (19).

المركز الفلسطيني للإعلام، 25/1/2013

مقالات ذات صلة