المقالات

الفكر والخوف || الشاعرة باسلة الصبيحي

بقلم الشاعرة باسله الصبيحي

أنت تفكر اذا أنت موجود ولكن كيف ؟ في معتقل ؟! في زنزانة ؟!

أنت تفكر إذا أنت انطوائي تفهم ما يحصل حولك ولكن هنا هذه مخيفة مميته كما وصفها شهيد القلم “غسان كنفاني” الفكرة دون حقيقتها فارغة من قيمتها كلنا في صراع الذات ما بين الفكر والفكرة ،بين البوح بالحقيقة وبين الصمت الذي ندرك معاناته .

ولكن ليس هناك مقدرة على مواجهة آفات المجتمع ومناقشة الفكرة بكل تجرد تجد نفسك في صمتك ولكن تشعر بفكرك بالضجيج تأخذك أناملك لتخط الفكرة وكأنها نزف من الوريد ،هذا يسقط تحت أدراج الخوف من مواجهة الآخر ،أحداث تحصل حولنا بسرعة متناهية وكلها تجعلك في تخبط دائم وخاصة في الآونة الأخيرة التي بدأت منذ تسع سنوات بدأت أخط فكرتي في ليالٍ مظلمة فأطوي الصفحة ،حصل هذا الأمر كثيرا حتى بدأت أسخر من نفسي والسبب هو عدم القدرة على مواجهة الآخر وعدم تقبله للرأي الذي يخالف رأيه طالبت الشعوب يوما ما بالحرية كنا جميعنا نشعر بالسعادة ولكن ما لبثت أن تلاشت ولم نكن نعلم بأن مفهوم السعادة سنفتقده لمدة طويلة.

بمعنى منذ ذاك الوقت الى الآن الحرية والتحرر أصوات منبعثة من صدور عبث بها القهر ولكن لم نعلم بأننا أمام مشهد مغاير لمفهوم الحرية تحرر القتل والبوح بالحقد وعدم احترام الآخر انبعثت فتنة الطائفية وهذه اقصى عذاباتنا التي لم تعد تتبدل ولا أن تتلاشى الظاهرة اللعينة ،أذكر موقفا بأنني كنت جداً أحترم شخصية معمر القذافي على الرغم من اختلاف الكثير معه في لحظة استشهاده كنت جالسة مع مجموعة من الأصدقاء كنت للتو سأنطق ما في داخلي إلا أن أحدهم قال الحمد لله انتهينا من الطاغية شعرت بتوتر فقلت الله يرحمه وقف بغضب عيناه جاحظتان بوجهي قائلا على من تترحمي قلت هذا مسلم وبدا صوته الصاخب وكلماته التي لم أعد أفهم منها شيء خرجت من المكان وعلمت بأننا أمام حرب فكرية تقبل الأخر بدا امرا صعبا قلت قد يتبدل الأمر مع الوقت ولكن ومع الأسف لم يتغير شيء للحظة بل زاد تعقيدا لأن أكثر الأطراف تراجعت وتوشح الإنهزام وجه المشهد وتكرر الموقف مع عدد من الرفاق ومن توجهات سياسية مختلفة مثلا اذا أخذت الصمت في الشأن السوري فأنتِ دون مبرر شبيحة وإذا هاجمتي النظام السعودي أنت ضد تيار المستقبل الممثل بالشيخ سعد الحريري وإذا هذا فعلاًيعني أنت ضد السنة مباشرة أنت كافرة .

إذا الفكر والخوف وأنا وأنت والحقيقة هذا على الصعيد العام ولكن إذا كنت فلسطيني فهنا ستغرق أكثر فأكثر هؤلاء الذين يتهمون شهدائهم للآن بالخيانة إذا كنت دون الفصائلية وانتقدت أحدهم فأنت عميل وتعمل لأجندة الاحتلال وهذه بكل بساطة تهمة دون النقاش ولكن إذا احتد الحوار وتعمق النقاش أول سؤال ،ماذا فعلت أنت؟ نحن الذين ويبدا الرقص على غصن مجد الماضي الذي كسر وتهاوى منذ زمن وكلهم متهمون بداية بالأنظمة العربية باستثناء……

ونهاية بالذين يمثلون المشهد الفلسطيني دون استثناء .

مقالات ذات صلة