المقالات

ميزان القوى لا يتعدل بالسلاح وحده، ميزان القوى من جانبنا، ثورة شعبية متصلة مستمرة متصاعدة درجة درجة .

عنوانها محاصرة العدو ومحاصرة حصار العدو لنا ، خطوتان ضروريتان كي يبدأ الدفاع بالتحول الى هجوم.

لا انتصار على العدو دون هجوم وليبدأ بالهجوم الدفاعي.

بالامس وكما نتوقع ان يجري اليوم ، قام الجيش الإسرائيلي وحرس حدوده ومسلحيه بتنظيف شوارع القدس من الفلسطينيين ليمهد الطريق للمستوطنين وهم جنود بثياب مدنية لاقتحام الحرم القدسي بعد ان يقتحموا باب العامود وتم هذا ، وجرى الاشتباك عندما هاجمت قوات الجيش الاسرائيلي المحتل المصلين والمرابطين والفلسطينيين الذين الذين أموا الجامع في يوم الوقفة ، انهالوا بالضرب على المصلين، أيضاً ليطردوهم من جامعهم المقدس من المسجد الأقصى ليتيح المجال لمئات من الجنود الذين يلبسون لباساً مدنياً ويطلقون على أنفسهم لفظة مستوطنين مستعمرين ، هم جنود احتلال أيضاً ، كانت معركة من الجيش المحتل ضد المدنيين في أماكن عبادتهم وأقدسها على الإطلاق.

وهذا بحد ذاته أكبر اختراق وخرق وضرب بعرض الحائط بالقوانين الدولية والمعاهدات الدولية التي تحرم على القوى المحتلة ان تستخدم جيشها المحتل ضد المدنيين الرازحين تحت الاحتلال وان تكون هي كهيئة محتلة مسؤولة عن أمن المدنيين وحمايتهم ومنع استخدام السلاح الحي ضدهم قامت قوات الاحتلال بخرق القوانين والمعاهدات وقصفت المصلين بقنابل مسيلة للدموع وسامة تكاد تخنق من يستنشقها وكذلك بالرصاص المطاطي والهراوات وبالقبضات أبرحوهم ضرباً حتى يخلو المسجد من المتعبدين، ويتيح المجال للجنود المحتلين بأن يجوبوا باحات المسجد الأقصى بحرية من دون أي دفاع ولو بالقبضات .

وطالبتهم التنظيمات ومنها حماس، الفلسطينيين بأن يزحفوا للمسجد الأقصى ليقيموا الصلاة و يرابطون حتى آخر أيام عيد الأضحى او حتى لصلاة العيد، وسيفعل الفلسطينيين ، ولكن السؤال المطروح والذي أصبح مطروح جداً رغم اننا طرحناه منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار لماذا تسمح فصائل المقاومة التي قاتلت ببطولة وعدلت من ميزان القوى ، وعدلت من معادلات القوى مع الجيش الاسرائيلي، لماذا تسمح بسحب هذا الانتصار من تحت قدميها تدريجياً وتحويله الى يد عليا لقوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته.

لقد نبهنا أكثر من مرة، أن بايدن والبيت الأبيض كانا محصورين ومحاصرين وسعيا بالهواتف والاتصالات المستمرة لوقف إطلاق النار لأنهم في البيت الأبيض وبرئاسة بايدن كانوا يعلمون ان استمرار القتال سوف يعني بداية انهيار الدولة الاسرائيلية بكافة مؤسساتها وأولها المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية، لقد انهارت كل منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية، وأثبت الأبطال الفلسطينيين ان القبة الحديدية كلام فارغ وانها فاشلة وان تل ابيب أصبحت تحت مرمى صواريخ المقاومة وأن القدس يجب ان تكون خطاً أحمر ليس بدون شروط وقف اطلاق نار بدون شروط لأن العدو الاسرائيلي لم يتوقف لحظة منذ وقف إطلاق النار عن الاصرار على تهجير العائلات الفلسطينية من القدس، من الشيخ جراح ومن سلوان والان من وادي الهول ووادي الجوز والعيسوية وجبل المكبر وبقية الأحياء واقتحام باب العامود واقتحام الحرم وبعد قليل الاقامة في الحرم، لماذا توافق المقاومة على هذا لماذا تصدق السيسي وهو الذي كلفته الادارة الامريكية بالضغط على حماس والضغط على غزة للقبول بوقف إطلاق النار دون شروط وكذلك بقية الوسطاء ، كل الوسطاء هم رجال أمريكا هم وكلاء أمريكا تماماً كما هي إسرائيل بنت أمريكا ، فلماذا نوافق على هذا ، لماذا لقد سلمنا انتصارنا للإسرائيليين ليحوله انتصاراً لهم، وعلينا أن نعترف بذلك وأن نعمل بسرعة شديدة حتى نعيد الميزان الى ما كان عليه وذلك بحماية أهلنا في القدس في الشيخ جراح وسلوان وواد الجوز وواد الهول الذي بدأت مصادرة الأراضي فيه دون خجل أو وجل، في سلوان يقال أن فلان باع أملاكه وسافر واتخذوا ذلك ذريعة لهدم البيوت في وادي الهول أخطروا ثمانية وخمسون عائلة بهدم بيوتها بيدها بحجة ان لا ترخيص هناك والسؤال اذا لم يعرف بعض القادة الفلسطينيين هو هل كانت هناك بلدية في القدس هذه الصهيونية قبل ثلاثمائة عام وأربعمائة عام وهي أعمار البيوت التي يريدون هدمها هي تاريخ فلسطيني يريدون ان يهدموه ، كيف يمكن أن تقبل سيادة المقاومة وكيف يمكن أن تقبل وكيف يمكن أن تكتفي بنداء من غزة بأن شدوا الرحال للأقصى ودافعوا عنه ، نعم هذا واجب الشعب الفلسطيني ولكن هذا ليس قولاً مقبولاً منقيادة مقاومة وعدت كما قال الضيف أن القدس خط أحمر، أين هو الخط الأحمر .

لا نريد أن نجلد أنفسنا كثيراً لكن نريد ان نصحح ما اعوج من مسار منذ وقف إطلاق النار، اذا كانت مصر ، اذا كان السيسي ، مصر العظيمة هي دائماً مع الشعب الفلسطيني ، ولكن اذا كان الرئيس السيسي حريص على أهلنا في غزة وفك الحصار ، لماذا يبقي معبر رفح مغلقاً وهو بذلك يتعاون مع العدو الصهيوني المحتل الذي يحاصر قطاع غزة من البوابات الاخرى ، فليفتح معبر رفح على مدار الساعة لكل الأمور وللبضائع وليشتري أهل غزة بضائعهم من مصر لماذا يشترونها من إسرائيل حتى يبدأو بإعادة الإعمار بالثبات والتماسك والتصدي ، ان مجرد اغلاق معبر رفح هو تآمر على الشعب الفلسطيني وتآمر على المقاومة وضغط على المقاومة من أجل تستسلم لشروط الإسرائيليين هكذا نفهم الأمور بوضوح .

ان كل من يصعب من حركة الفلسطينيين عبوراً وخروجاً من أرضهم الى بلد عربي ، هو متعاون مع العدو الاسرائيلي ، ان كل من يمنع دخول الأسمنت والجرافات والحديد لإعادة بناء غزة هو متعاون مع الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني، هكذا نفهم الامور وهكذا يجب ان تسير الامور ، لماذا نتفاوض مع المغاربة ، علام نتفاوض مع المغاربة وهم يطبعون، لماذا، هل هناك شيء يطبخ ، الشعب الفلسطيني يسأل ، تطلبون منه التضحية بالنفس و بالغالي والرخيص ، عليكم ان تعلموا التضحية بأي هدف، ماذا تبحثون في الغرف المغلقة.

نحن نعلم ان السلطة الفلسطينية غائبة كل الغياب وقد عادت لترمي بكل شباكها في سلة بايدن الذي لن يعطي أحداً الا اسرائيل وهاهو مبعوثه الخاص هادي عمرو يأتي الى هنا لا ليبحث كيف تبدأ المفاوضات او كيف يضغط على اسرائيل تنفيذاً بما وعد به بايدن الكذاب من وقف لكل الإجراءات ضد الفلسطينيين في القدس انه كاذب مفضوح انه يؤيد ما تقوم به اسرائيل بالقدس وبيتا وبيت دجن وكل منطقة تصادر بها الاراضي وتبنى فيها المستوطنات هذا هو بايدن فماذا يبحث مبعوثه الخاص هادي عمرو مع المسؤولين الفلسطينيين وماذا بحث مع المسؤولين الاسرائيليين لم نسمع اطلاقاً في مبعوث رئاسي أمريكي خاص للشرق الاوسط يأتي ويذهب كما تأتي وتذهب ريح مغبرة ، لأنه لم يبحث شيئاً ولم يأتي ليقول للسلطة ان هنالك جدول أعمال وبرنامج لدى بايدن وكذلك لم يأتي ليقول لإسرائيل نفذوا ما وعد به بادين من وقف كل الاجراءات لتهجير وهدم البيوت واقتلاع العائلات في القدس ، لم يبحث كل هذا ، أتى ليطمئن بايدن بأن اسرائيل قد سحبت الانتصار ونتائج ذلك الانتصار من تحت اقدام المقاومة وان الظرف مناسب لمزيد من الضرب وبناء المستوطنات والسيطرة على جبل صبيح وبيتا وبيت دجن وكل القرى الفلسطينية وتهويد الضفة الغربية حتى تصبح يهودا والسامرة قبل نهاية هذا العام فيأتي السيد بايدن ليقول هذا أمر واقع علينا ان نتعامل معه، لقد ضمت اسرائيل الضفة الغربية كما ضمت القدس والجولان فعلينا ان نتعاطى مع الامر الواقع ، هذا الكاذب المضلل هذا الافاق ، رجل المافيا بايدن الذي كان يقبض هو وابنه سمسرة السلاح الذي ارسل الى اوكرانيا لا يمانع اطلاقاً في السمسرة على القضاء على الشعب الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني ، مرة اخرى نعود للمقاومة ، لقد وعدتم فلنرى كيف تترجمون الوعد ان اصدار البيانات لا يطعم الشعب الفلسطيني خبزاً والطلب من الشعب الفلسطيني وهو مشرع الصدر فاتح اليدين يقذف بجسديه في وجه الاسلحة الاسرائيلية ، هذا يفعله الشعب الفلسطيني ويدفع الثمن ويسقط منه الجرحى كل يوم ولكن قولوا لنا بالله عليكم ما هي استراتيجيتكم ، ما هو برنامجكم ، كيف تريدون استمرار القتال ، كيف تريدون متابعة سيف القدس كيف تريدوا ان تنتقلوا من مرحلة الى مرحلة محاصرة الحصار ومحاصرة اسرائيل، كفانا ، اما ان نبحث على انفسنا وعلى شعبنا او اننا لسنا بمستوى المسؤولية.

نحن نوجه السؤال لفصائل المقاومة لأننا نريد المقاومة للاحتلال وقواته المحتلة ، نحن نوجه للمقاومة لأن المقاومة أملنا وطريقنا ، نحن نوجه السؤال للمقاومة وقياداتها ، لأننا نحن نرى مقاومة العدو المستمرة والاشتباك المستمر معه وتوزيع وتشتيت قواه على كل مواقع الأرض المحتلة هو ما نؤمن بضرورة فعله والقيام به والانجاز من خلاله لمحاصرة العدو المحتل.

أما السلطة الفلسطينية ، فالسؤال الموجه لها هي انها لا تعلم ما تفعل وعلى ما تراهن، فهي تراهن على بايدن الذي لا يملك ولا يعطي ولا يطرح برنامجاً ولا جدولاً زمنياً ولا حتى أفكاراً ، وهي في الوقت نفسه تحاول تضميد جراحها ولملمة نفسها وشد أزرها وأزر مناصريها بعد كل ما تعرضن له من فكفكة وانهاك وشرذمة.

من ناحية تحاول فتح لملمة صفوفها ، وفتح متمسكة بأن هي السلطة وهي صاحبة القرار ومن ناحية اخرى فان قيادة فتح لمنظمة التحرير جعلت منظمة التحرير مفككة الأوصال ايضاً، نتيجة تفكيك أوصال فتح وكذلك السلطة ، من هو موظف في السلطة يخشى من ان تقطع فتح راتبه الشهري فيصبح بلا معيل ولا معاش ويصبح اولاده ضحايا الجوع والتشتت ويتشتت المجتمع.

سلطة تحاول ان تضمن نفسها ولا تفكر اطلاقاً بما تريد ان تفعله مستقبلاً واستراتيجياً ، ما هي استراتيجية السلطة ، سؤال موجه للسلطة الفلسطينية ، لا أحد في السلطة يستطيع ان يجيب على ذلك ، تحاول من خلال التنسيق مع اسرائيل ان تطيل عمرها وأن تستمد من ذلك قوة وجرأة على الشعب الفلسطيني وليس على الاحتلال ، لا تستطيع أن تقاوم الاحتلال لأنها بحاجة لدعم الاحتلال ، سؤال هو موجه دائماً لمن يرفع راية الحق للمقاومة التي تقول ونحن معها أن مقاومة الاحتلال هي الطريق لكن سؤالنا للمقاومة ما هي خطتكم وماذا فعلتم ، ليس النقاش في المغرب تقاوم اسرائيل، ولا بالزيارات الرسمية تقاوم اسرائيل ، تقاوم اسرائيل ببناء مقاومة شعبية مستمرة مستمدة من روح النضال لدى الشعب الفلسطيني البطل قوة وجبروت وعزماً يستمرون حتى طرد الاحتلال ، لا نراهن على السلطة ، لأننا نعلم انه في نهاية الأمر الشعب يريد المقاومة ومن يقود المقاومة ضد الاحتلال هو من يختاره الشعب .

هنالك رزمة داخلية كبيرة بحاجة الى حلول جذرية لكن كما ذكرت لا القاصي ولا الداني يفكر او يضع خطط او برامج لحل هذه الاشكالات التي تكون الرزمة المستعصية ومنها الوحدة الوطنية واعادة منظمة التحرير والانتخابات الرئاسية والتشريعية ..الخ. كلها هذه ضمن الرزمة الغير قابلة للحل في اللحظة الراهنة ، لكننا نعود لنقول ، إن شق طريق المقاومة الشعبية المستمرة والتي تخوض معارك يومية متصلة ضد قوات الاحتلال هي ايضاً الطريق لحل هذه الرزمة من الأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني وتمنعه من تطوير مؤسساته لتصبح مؤسسات يصب جهدها في التحرير والاستقلال وازالة الاحتلال ، ومن ناحية المقاومة الشعبية الهجومية وهو الهجوم الدفاعي سوف تضع حداً لكل الانتهاكات الصريحة والدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال أو على الأقل تجعلها أقل وطأة على جماهيرنا والمدنيين والنساء والأطفال ولكن في الوقت ذاته هذه المقاومة سوف تخلق اجواء شعبية وقيادات شعبية لا ترى في هذه القيادات القائمة الآن في السلطة هي قيادات لا تريدها للتابع معركة التحرير ومعركة مقاومة الاحتلال .

وضمن هذا العمل الجاد المطلوب من رأس الحربة الفلسطينية، نقول لقد ان الاوان لتفكر فصائل محور المقاومة العربية جميعها في غرفة عمليات واحدة لتنسق عملياتها بحيث تضع الثقل المطلوب في الاتجاه المطلوب من أجل الانتصار في المعارك أجمعها ، فالولايات المتحدة واسرائيل والحلفاء يشنون حربهم ضد المقاومة في العراق، والسعودية واسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا يصعدون من هجماتهم الدموية البشعة وذخيرة محرمة دولية ضد شعبنا العربي في اليمن ، وكذلك تصعد الولايات المتحدة من غاراتها على الحدود السورية العراقية وضد سوريا وسوف تتصاعد أكثر قريباً جداً بحيث يُطلب من اسرائيل القيام بالدور الذي اتفق عليه في واشنطن ضد سوريا وضد حزب الله وضد الحشد الشعبي وضد أنصار الله في اليمن ، لذلك نقول آن الأوان للمقاومة أن تنفذ ما قاله القائد حسن نصر الله من أن واجب المقاومة هو واجب محور المقاومة لحماية القدس ولكن القدس هي العنوان لمحاربة الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني وهذا بيت القصيد ، اذا اجتمعت القوى الشعبية المقاومة على خطة مدروسة وعمليات مقررة ومدروسة سلفاً ، فان العدو سوف يكون في موقع الحصار لا محالة، وسوف تشعر الولايات المتحدة بأن هزيمتها في افغانستان تتمدد وتكاد تصبح هزيمة في الشرق الاوسط ، ان توجيه الجهد ضد الاحتلال الاسرائيلي في الجولان وفي فلسطين بالضفة الغربية وكافة مواقع الاحتلال الاسرائيلي ، سوف يجعل العدو الاسرائيلي محاصراً ومنهكاً وسوف يستنزف وتنهار مؤسساته، ان النصر قريب ان احسنا نحن التفكير والتخطيط وان نحن كنا مصرين ومصممين على تنفيذ ما تعهدنا به

مقالات ذات صلة