الشتات الفلسطيني

شهادة المناضل ابراهيم الشناوى عن ثورة المخيمات و اتفاق القاهرة و عملية اسر اول جندى اسرائيلى

ثورة المخيمات و انتفاضة نهر البارد عام 1969

بتاريخ 28-8-1969 قررت حركة فتح بناء مكتب على قطعة ارض تبرع بها الاخ ابو عاطف شعبان و تم وضع الاساسات و بناء بعض الحيضان فعلمت الدولة اللبنانية بذلك عندها حركت قوة عسكرية مؤللة وطلبوا ايقاف البناء و تم اعتقال الاخ ابو عاطف شعبان و عندها شاع الخبر بين اهالى المخيم فتجمع الاهالى باعداد كبيرة على الشارع العام و قطعوا الطريق الدولى الذى يمر فى المخيم و اخذوا بالهتاف ضد الشعبة الثانية (عسكر على مين يا عسكر عفدائيين يا عسكر) و مطالبة باطلاق سراح الاخ ابو عاطف شعبان ولكن الضابط فى الجيش اللبنانى رفض اطلاق سراحه و عندها امسك بالاخ ابراهيم الشناوى و اذا باحدى بنات المخيم و اسمها عليا خليل تلقب بعليا الخرسا قامت بضرب الضابط بالعصا على راسه فنزل الدم بغزارة من راسه عندها انسحب الجيش وملالاته الى جهة بلدة العبدة

لكن الاهالى اسنمروا بغضبهم و اندفعوا من خلال مظاهرة ضخمة الى المخفر فى المخيم و دمروه و اعتقلوا عناصره ومن ضمنه مسوؤل المخفر ابو على بصل و بعد ذلك انطلقوا الى مركز المكتب الثانى و هو بمثابة مركز مخابرات للدولة كان يقوم بمداهمة و اعتقال الشباب الفلسطينى المناضل و يعرضهم للتحقيق و ممارسة اقصى انواع التعذيب و الارهاب و السجن بحقهم فدمروه و احرقوه و اعتقلوا عناصره بمن فيهم الضابط ابو فرنسيس و بعد ذلك ظهر الشباب ولاول مرة والذين تم تدريبهم فى المعسكرات للدفاع عن المخيم و عندما حل الليل حضرت المجموعات الفدائية من البر و البحر وخاصة من قاعدة المنطار فى طرطوس من اجل حماية المخيم و دخول الاخ سعيد السبع ممئلا للقيادة الفلسطينية

توسيع النشاط العسكرى فى لبنان

قرر الاخ القائد الشهيد ابو على اياد توسيع نطاق عملياته من الاردن وسوريا الى لبنان ولكن كانت تواجهه عقبات من قبل الدولة اللبنانية والتى كانت تمنع المقاتلين من التوجه الى الجنوب لمقاتلة ومقارعة العدو وذلك من خلال ملاحقة و نصب الكمائن للمقاتلين الفلسطنيين فمنهم من كان يعتقل ويسجن و منهم من كان يستشهد برصاص الجيش قبل او بعد تنفيذ العملية ضد العدو

الهجوم على مراكز الحدود و المخافر اللبنانية فى شمال لبنان

من اجل انهاء هده المشكلة حرك الشهيد ابو على اياد الفدائيين من معسكرات الهامة وميسلون الى معسكر المنطار فى طرطوس وذلك من اجل حل مشكلة المقاومة مع الدولة اللبنانية وتقدر باكثر من سرية عسكرية وقرر القيام بعملية عسكرية واسعة شملت الحدود و الجمارك و المخافر فى منطقة الشمال حتى وصلت الى سير الضنية و طرابلس و منطقة الحدود الشمالية الممتدة من مشتى حسن ومشتى حمود حتى الدبوسية و العبودية و العريضة و طلب من الفدائيين عدم المساس بافراد الشرطة و الحفاظ عليهم وكل من يخطىء يتحمل المسؤولية و احتلت هذه المجموعات وبمساعدة اخواننا اللبنانيين و شعبنا الفلسطينى حوالى ستة و سبعون مخفرا ومراكز الامن العام و الشعبة الثانية كذلك احتل فاروق المقدم و الذى اسس فيما بعد حركة 24 تشرين مخافر طرابلس و القلعة الاثرية مما ادى الى اعتقال العشرات من قوى الامن و الدرك و المكتب الثانى و تم نقلهم الى معسكر المنطار فى طرطوس

التفاوض مع القيادة الفلسطينية فى القاهرة

بعد هذه الحوادث تدخل الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله بين الدولة اللبنانية و منظمة التحرير الفلسطينية من خلال مفاوضات فى القاهرة تمثلت بالرئيس ابو عمار و قائد الجيش العماد اميل بستانى و خرجت بنتائج كانت لمصلحة الثورة الفلسطينية كان اهمها السماح للمقاومة الفلسطينية باقامة قواعد عسكرية فى الجنوب اللبنانى و خاصة فى منطقة العرقوب و القطاع الاوسط و الشرقى و ممارسة العمل السياسى داخل المخيمات و عدم رجوع المخافر الى داخل المخيمات و المكتب الثانى اللبنانى

و قد اشرف الاخ سعيد السبع ابو باسل على تطبيق اتفاق القاهرة فى منطقة الشمال وذلك من خلال تسليم الاسلحة التى تم مصادرتها وكذلك تسليم المعتقلين من الجمارك و المخافر و المكتب الثانى للدولة فى ثكنة القبة كما انه اجتمع مع فاروق المقدم قائد حركة 24 تشرين من اجل الانسحاب من القلعة و تسليم المخافر و السلاح والذى تم مصادرته الى الدولة اللبنانية و تسكير قاعدة جيرون العسكرية و التى خرجت اكثر من خمسة الاف فدائى فلسطينى و لبنانى فى اعالى الضنية و التى وردت فى اتفاقية القاهرة و وافق فاروق على هذا الامر وسلمها للدولة اللبنانية

تعزيز دور القواعد العسكرية فى الجنوب و تكثيف العمليات

بعد توقيع اتفاقية القاهرة عام 1969توجه الشهيد ابو على اياد الى نشر قواعد عسكرية فى منطقة الجنوب و بالتحديد فى العرقوب و القطاعيين الشرقى و الاوسط و كان ينسق فى التخطيط و تنفيذ العمليات مع الاخ سعيد السبع ابو باسل الذى ارسل العديد من الفدائيين الذين كانو يعملون فى دائرة التنظيم الشعبى من اهم تلك العمليات عملية اسر الجندى الاسرائيلى صمؤيل روزن فايز ليلة 1-1-1970 فى ذكرى انظلاقة الثورة الفلسطينية والتى كان على راس مجموعتها الفدائى ابراهيم الشناوى الذى وصل الى منطقة العرقوب مع خمسة عشر رجلا من دائرة التنظيم الشعبى كان سعيد السبع ابو باسل قد ارسلهم قبل اسبوعيين من العملية الى منطقة العرقوب و ليلة راس السنة وصل ابو على اياد و اعطى الضوء الاخضر ببداء العملية والتى تكللت بنجاح باهر حيث تم اسر الجندى و نقله الى العرقوب و تسليمه للشهيد ابو على اياد الذى بقى ينتظرهم طوال الليل ومن ثم انطلق به الى سوريا ليتم بعد ذلك عملية تبادل بالاسير محمود بكر حجازى عبر الصليب الاحمر فى منطقة الناقورة وهو اول اسير فلسطينى

وكذلك عملية الشهيد القائد عمر موح الملقب محمد زيغود فى المطلة بتاريخ 8-8-1970 و قد دارت معركة عنيفة مع قوات الاحتلال امتدت حتى ساعات متاخرة من ليل وكان من نتائجها استشهاد ثلاثة من دائرة التنظيم الشعبى وهم الشهيد الملازم عمر موح و الشهيد محمد حليحل و الشهيد موسى الوحش و جميعهم من ابناء مخيم نهر البارد

اتفاق القاهرة

في يوم الاثنين 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1969، اجتمع في القاهرة الوفد اللبناني، برئاسة عماد الجيش اميل البستاني، ووفد منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة السيد ياسر عرفات رئيس المنظمة، وحضر من الجمهورية العربية المتحدة السيد محمود رياض، وزير الخارجية، والسيد الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية.

انطلاقاً من روابط الأخوة والمصير المشترك، فإن علاقات لبنان والثورة الفلسطينية لا بد وأن تتسم دوماً بالثقة والصراحة والتعاون الإيجابي لما فيه مصلحة لبنان والثورة الفلسطينية، وذلك ضمن سيادة لبنان وسلامته. واتفق الوفدان على المبادئ والإجراءات التالية:

الوجود الفلسطيني:

تم الاتفاق على إعادة تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان على أساس:

1) حق العمل والإقامة والتنقل للفلسطينيين المقيمين حالياً في لبنان.

2) إنشاء لجان محلية من فلسطينيين في المخيمات لرعاية مصالح الفلسطينيين المقيمين فيها، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية، وضمن نطاق السيادة اللبنانية.

3) وجود نقاط الكفاح الفلسطيني المسلح داخل المخيمات تتعاون مع اللجان المحلية لتأمين حسن العلاقات مع السلطة، وتتولى هذه النقاط موضوع تنظيم وجود الأسلحة وتحديدها في المخيمات، وذلك ضمن نطاق الأمن اللبناني ومصلحة الثورة الفلسطينية.

4) السماح للفلسطينيين المقيمين في لبنان بالمشاركة في الثورة الفلسطينية من خلال الكفاح المسلح ضمن مبادئ سيادة لبنان وسلامته.

العمل الفدائي:

تم الاتفاق على تسهيل العمل الفدائي، وذلك عن طريق:

1) تسهيل المرور للفدائيين وتحديد نقاط مرور واستطلاع في مناطق الحدود.

2) تأمين الطريق الى منطقة العرقوب.

3) تقوم قيادة الكفاح المسلح بضبط تصرفات كافة أفراد منظماتها وعدم تدخلهم في الشؤون اللبنانية.

4) إيجاد انضباط مشترك بين الكفاح المسلح والجيش اللبناني.

5) إيقاف الحملات الإعلامية من الجانبين.

6) القيام بإحصاء عدد عناصر الكفاح المسلح الموجودة في لبنان بواسطة قيادتها.

7) تعيين ممثلين عن الكفاح المسلح في الأركان اللبنانية يشتركون بحل جميع الأمور الطارئة.

8) دراسة توزيع أماكن التمركز المناسبة في مناطق الحدود والتي يتم الاتفاق عليها مع الأركان اللبنانية.

9) تنظيم الدخول والخروج والتجول لعناصر الكفاح المسلح.

10) إلغاء قاعدة جيرون.

11) سهل الجيش اللبناني أعمال مراكز الطبابة والإخلاء والتموين للعمل الفدائي.

12) الإفراج عن المعتقلين والأسلحة المصادرة.

13) ومن المسلم به أن السلطات اللبنانية من مدنية وعسكرية تستمر في ممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها كاملة في جميع المناطق اللبنانية وفي جميع الظروف.

14) يؤكد الوفدان أن الكفاح المسلم الفلسطيني عمل يعود لمصلحة لبنان، كما هو لمصلحة الثورة الفلسطينية والعرب جميعهم.

15) يبقى هذا الاتفاق سرياً للغاية، ولا يجوز الاطلاع عليه إلا من قبل القيادات فقط.

رئيس الوفد الفلسطيني

الإمضاء: ياسر عرفات

رئيس الوفد اللبناني

الإمضاء: اميل بستاني

شهادة المناضل ابراهيم الشناوى

شهادة المناضل حول عملية اسر الجندى صمؤيل فايز واتفاق القاهرة

شاهد الفيديو

.

على اليسار اول اسير اسرائيلى

على اليسار اول اسير اسرائيلى

مقالات ذات صلة