المقالات

باسم شرفاء فلسطين و الأمة العربية والإسلامية :- عذرا إيران

باسم شرفاء فلسطين و الأمة العربية والإسلامية :- عذرا إيران

بقلم حسام عرفات

تعرضت السفارة الإيرانية في بيروت أمس إلي اعتداء إرهابي مزدوج أدي إلي استشهاد العشرات من المدنيين والملحق الثقافي الإيراني وجرح العشرات أيضا .

أنا هنا لن ادخل في تحليل وتشخيص من هو وراء هذا العمل الإرهابي الجبان فليس هذا هو هدف هذا المقال الذي كتبته علي عجل وفور سماعي نبا هذا الاعتداء ولكن الهدف هو الإجابة علي الأسئلة التالية لماذا تستهدف إيران وهل هناك مغزى للتوقيت وهل تستحق إيران مايجري لها بسبب مواقفها من قضايا الأمة وخصوصا القضية الفلسطينية ؟

للتذكير فقط–ولمن لايعلم- إيران هي دولة إقليمية هامة تعتبر الدولة الثامنة عشر في العالم من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها 1648195 كم2 يصل عدد سكانها إلي 75 مليون نسمة وتتميز بموقعها الجيوسياسي .

حكم إيران حتي نهاية السبعينات نظام موالي للغرب وإسرائيل حيث كان شاه إيران من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل وافتتحت سفارة لها في طهران .

وفي العام 1979 حصلت ثورة عظيمة في إيران غيرت وجه المنطقة قادها الإمام الخميني الذي كان منفيا في باريس وأطاح بحكم الشاه وأصبحت إيران منذ ذلك التاريخ جمهورية يحكمها نظام معادي للغرب وإسرائيل وكانت أولي شعارات هذه الثورة الوليدة (الموت لإسرائيل) و(أمريكا الشيطان الأكبر) , وأول عمل قامت به هذه الثورة العتيدة كانت إغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وتسليم مفاتيحها لمنظمة التحرير الفلسطينية ورفه العلم الفلسطيني فيها .

كان واضحا بالنسبة لأمريكا وإسرائيل والغرب منذ البداية أنهم خسروا موقعا وقيمة إستراتيجية كبيرة بهذه الثورة وأدركوا خطورة هذا المارد الجديد وتأثيره علي المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية في فاتخذت دوائر القرار السوداء في تلك العواصم قرارا بتصفية هذه الثورة في مهدها وعدم إعطاؤها الوقت الالتقاط الأنفاس فكانت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات وأنهكت هذه الجمهورية الوليدة ولكنها لم تخضعها للشروط الأمريكية الإسرائيلية .

لقد كانت حرب العراق علي إيران التي أعلنها صدام حسين معتقدا انه يخدم الأمريكان هي بداية تنفيذ القرار الأمريكي الغربي لتحطيم الثورة الوليدة فقد دفعت إيران فيها مايزيد عن نصف مليون إيراني وكانت تكلفة الحرب 400 مليار دولار.

قال لي احد الدبلوماسيين الإيرانيين الذي التقيته في دمشق في العام 2003 والذي فقد احد عينيه في تلك الحرب وبغصة وألم وحرقة والدموع تكاد تتساقط من عينيه أن هذه الحرب اللعينة ألهتنا واشغلننا عن هدفنا الرئيسي وهو إسرائيل وكلفتنا الكثير ولم نكن نريدها ولكننا لم نستطع منعها .

رغم الضغوط الهائلة التي رافقت نشوء الثورة الإيرانية إلا أن هذه الجمهورية العظيمة حققت الكثير من الانجازات علي المستوي الداخلي الاقتصادي وطورت من قدراتها الصناعية والزراعية , وعلي المستوي الأيديولوجي والسياسي اعتبرت أن إسرائيل غدة سرطانية في المنطقة يجب أن تزول ودعمت استنادا إلي ذلك حركات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل دون الالتفات إلي الهوية المذهبية أو الطائفية لهذه الحركات ووفرت لها كل الإمكانيات التي تساعدها علي مقاومة إسرائيل , كما انه كان لها الدور الأبرز في إنشاء حزب الله اللبناني أهم حزب نضالي مقاوم في العصر الحديث في العام 1982ى والذي أدي وجوده إلي تغيير المعادلات في المنطقة وأذاق الإسرائيليين مرارة الهزيمة عدة مرات .

بسبب موقف إيران هذا من القضية الفلسطينية وإسرائيل ودعمها لحركات المقاومة اجتمع العالم الاستعماري ضدها وحاصرها اقتصاديا وإعلاميا وسياسيا واتبعوا كل الوسائل الخبيثة ضدها في العالم الإسلامي لتشويه صورتها واستحضار وقائع تاريخية مزورة لإثارة النعرات ضدها , وللأسف فقد شارك في هذا الحصار والتشويه دولا عربية وإسلامية ليس لشيء إلا خدمة للمخطط الامبريالي الصهيوني في المنطقة .

وللمفارقة فان هذه الدول الإسلامية نفسها دعمت حكم الشاه الإيراني الذي كان حليف الغرب وإسرائيل ولم يكن لها معه أو مع طائفته أو مذهبه مشكلة في ذلك الحين ولكنها ولأسباب – كما قلنا – سياسية وقفت ضد ايران وتحت مسميات مذهبية بسبب الموقف الذي تتخذه هذه الدولة نفسها من أمريكا وإسرائيل .

قاومت إيران كل ذلك وأدركت منذ البداية أن شروط تحقق وتمدد المشروع الصهيوامريكي في المنطقة يتطلب إخضاع دول المنطقة وتحطيم الدول المركزية فيها وضرب المحاور المعادية لأمريكا وإسرائيل .ولذلك – وبحسب وجهة النظر الإيرانية –استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان في العام 2006 وضربت غزة في العام 2009 والآن يعملون علي ضرب سوريا وإسقاط القيادة القومية فيها المناصرة للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين .

وضعت إيران كل إمكانياتها لمنع نجاح أمريكا وإسرائيل في إسقاط سوريا من قبل الجماعات التكفيرية والدول الاقليمية التي ترعاها وتقدم لها الدعم والسياسي والإعلامي والمالي , وكان لموقف إيران الدور الأساسي في إفشال مايخطط لسوريا , اضافة طبعا الي التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش العربي السوري البطل .

اتبعت إيران في سبيل حماية محور المقاومة ومنع إسقاط سوريا كل السياسات سواء المتشددة أو المرنة والتي كان آخرها الانفتاح علي الغرب وأمريكا وتحقيق نوع من التقارب معها لتخفيف الضغط عنها والمساهمة في (كف شر) هؤلاء عن سوريا .

ثارت حفيظة الدول الإقليمية الموالية للغرب وقررت معاقبة إيران مرة أخري علي هذه الجرأة باقتحام ملعبها والتقارب مع دول العالم فاستهدفوا سفارتها في لبنان أمس .

المعلومات الأولية تفيد أن السعودية تقف خلف التفجيرين الذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت , وإذا صحت هذه الأنباء فلماذا تفعل السعودية ذلك .

ماذا فعلت إيران ضد السعودية ودول الخليج لكي تصطف هذه الدول إلي جانب أمريكا وإسرائيل ضدها ؟ هل تستحق إيران من هذه الدول كل ذلك ؟

لا إنها لاتستحق .

باسم شرفاء فلسطين وشرفاء الأمة العربية والإسلامية :-عذرا إيران

مقالات ذات صلة